السيرة الذاتية | الفصل الثاني | 186
(184-199)

خطاب إلى مجلس الأمة
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿إنَّ الصّلوةَ كانت على المؤمنينَ كتاباً مَوقُوتاً﴾(النساء:103)
يا أيها المبعوثون! إنكم لمبعوثون ليوم عظيم.
أيها المجاهدون! ويا أهل الحل والعقد!
أرجو أن تعيروا سمعاً إلى مسألة يُسديها إليكم هذا الفقير إلى الله في بضع نصائح وفي عشر كلمات:
اولاً: ان النعمة الإلهية العظمى في انتصاركم هذا تستوجب الشكر، لتستمر وتزيد، إذ ان لم تُستقبل النعمة بالشكر تزول وتنقطع. فمادمتم قد أنقذتم القرآن الكريم من إغارة العدو -بفضل الله تعالى- فعليكم اذاً الامتثال بأمره الصريح وهو الصلاة المكتوبة، كي يظل عليكم فيضهُ وتدوم أنواره بمثل هذه الصورة الخارقة.
ثانياً: لقد أبهجتم العالم الإسلامي بهذا الانتصار، وكسبتم ودّهم وإقبالهم عليكم، ولكن هذا الودّ والتوجّه نحوكم إنما يدومان بالتزام الشعائر الإسلامية؛ إذ يحبكم المسلمون ويودّونكم لأجل الإسلام.
ثالثاً: لقد توليتم قيادة مجاهدين وشهداء في هذا العالم وهم بمثابة أولياء صالحين، فمن شأن أمثالكم من الغيارى السعيُ والجدّ لامتثال أوامر القرآن الكريم لنيل صحبة أولئك النورانيين، والتشرف برفقتهم في ذلك العالم. وإلاّ تضطرون إلى التماس العون والمدد من أبسط جندي هناك، في حين انتم قادة هنا. فهذه الدنيا بما فيها من شهرة وشرف لا تستحق ان تكون متاعاً ترضي كراماً امثالكم، ولاتكون لكم غاية المنى ومبلغ العلم.
رابعاً: ان هذه الأمة الإسلامية مع أن قسماً منهم لا يؤدون الصلاة. الاّ انهم يتطلعون ان يكون رؤساؤهم صالحين أتقياء حتى لو كانوا هم فسقة. بل ان أول ما يبادر أهل كردستان -الولايات الشرقية- مسؤوليهم هو سؤالهم عن صلاتهم. فان كانوا مقيمين لها، فبها ونِعمَت ويثقون بهم، والاّ فسيظل الموظف المسؤول موضع شك وارتياب رغم كونه مقتدراً في أداء واجباته. ولقد حدثت في حينه اضطرابات في عشائر (بيت الشباب) فذهبتُ لأستقصي أسبابها، فقالوا:

لايوجد صوت