بدلاً عن (بارلا) مثلما فعل غيري. وربما سبب توقيفي الغادر هذه المرة، هو إثارة والي (اسپارطة) ونفر من موظفي الحكومة الشكوك لدى وزارة الداخلية، لسخطهم عليّ وثلم عزتهم بعدم مراجعتي إياهم، فجعلوا من الحبة قبةً لحقدهم وعجزهم.
الحاصل: يعلم جميع اخلائي الذين يعرفوني عن كثب، بان الخوض في السياسة، او التعلق بها، بل حتى التفكير فيها يخالف مقصدي الأساس وأحوالي النفسية وخدمتي القدسية الإيمانية. لقد مُنحتُ نوراً لا صولجان سياسة. ان حكمةً من حِكَم حالي هذه هي أنني أعتقد ان الله تعالى جعل في قلبي نفوراً شديداً من السياسة وكرهاً لها، حتى لا يقع كثير من الداخلين في مسلك الوظيفة والمشتاقين جداً إلى الحقائق الإيمانية، في النظر إلى هذه الحقائق بقلق أو بعين منتقصة، وحتى لا يحرموا منها.
المادة الثانية، التي عليها مدار اتهامي:
التواقيع المشاهدة في أواخر رسالة (المعجزات الاحمدية) ورسالة (بقاء الروح والحشر الأعظم). كأنها تواقيع لأفراد جمعية او دراويش طريقة!
الجواب: اني أطمئنكم بكل قوتي، أن لا ذنب لأصحاب تلك التواقيع في هذا العمل. إن كان ذنباً فهو ذنبي أنا. ترى هل هو ذنبٌ ان يوقّع للذكرى رجلٌ استحسن كرامة رآها رأي العين لبحث (المعجزات الاحمدية)، وعرف التوافقات العجيبة لأحرف الألِف في (الكلمة التاسعة والعشرين) امضاءً غيبياً لحقانيتها؟ أو رجلٌ زارني ونادراً ما يستطيع زيارتي؟ وهل تسمى (جمعية) التواقيع التي يوقع في دفاتر الذكرى لدور الضيافة او الأسماء التي تكتب في دفاتر البقالين؟ وهل يعقل عاقل ان يكون أصحاب هذه التواقيع التي ظلت معلقة مثل لوحة -ويمكن ان تقع في يد من يشاء- مدة ثلاث سنوات او أربع في غرفتي في (بارلا)، افراداً منتمين إلى جمعية سرية؟ ان اكثر أصحاب التواقيع هم من ضيوفي الذين زاروني. ومنهم من لا علاقة له بالسياسة من اخوة الآخرة. فلا تؤذوننا - نحن أصحاب التواقيع - كثيراً. فان أحد اخوتنا الأطهار غاية الطهارة والمستقيم غاية الاستقامة المقدّم المتقاعد المرحوم السيد عاصم قد أستجوب في دائرة استجواب (اسپارطة). فعلم إن صَدَق يلحق ضررٌ بأستاذه، وإن كذبَ يلحق عبء ثقيل بشرفة العسكري الطويل المستقيم والنظيف. فدعا ربه: (يارب اقبض روحي).