فتقبل الله دعاءه وقُبضت روحه لساعته. فمات شهيد الاستقامة، وذهب ضحية الغلط القبيح لمن توهم الخطأ في تعاونٍ على الخير وتصديقٍ لا يمكن ان يعدّه أي قانون في الدنيا ذنباً.
نعم، ان من اقتبس درساً من (رسائل النور)، يعب شراب الأجل -الذي يعده مذكرة تسريح- بسهولة مثلما يشرب الماء. ولولا أني أفكر في تألم اخوتي الذين يبقون في الدنيا، لدعوت: (يارب، اقبض روحي) مثلما دعا أخي الكريم الشهم السيد عاصم ...فلله الأمر!
المادة الثالثة، التي هي سبب اتهامي:
ان (رسائل النور) تقف في القابل سداً أمام مبدأ التحرر للحكومة، وتخل بالأمن العام، بسبب انتشارها بغير إذن حكومي، وتقويتها للمشاعر الإيمانية.
الجواب: (رسائل النور) نور، ولا يتولد ضرر من النور. وقد ألقت بصولجان السياسة جانباً منذ ثلاث عشرة سنة، وتُرسّخ الحقائق القدسية التي هي أسس الحياتين -الدنيا والآخرة- لهذا الشعب وهذا الوطن. وأُشهد جميع الذين قرأوا أجزاءها على نفعها -بغير أي ضرر- لتسعة وتسعين في المائة من هذه الملة المباركة. فليخرج واحد وليدّعي أنه رأى فيها ضرراً!
ثانياً: أنا لا أملك مطبعة ولا عندي كتّاب عديدون، وقد أجد بصعوبة كاتباً واحداً يكتب لي. وليس عندي خط حسن، فإني نصف أمي، ولا أطيق الكتابة أكثر من صفحة في الساعة الواحدة بخطي الناقص الردئ.
وقد ساعدني ذوات محترمون مثل المرحوم السيد عاصم بخطهم الجميل. فكتبوا مذكراتي الحزينة جداً في غربتي كذكرى لي. ثم طلب قراءة هذه الأنوار الإيمانية آخرون وجدوا فيها دواء شافياً لدائهم، فقرأوها. فرأوا بحق اليقين انها ترياق شاف لحياتهم الأبدية، واستنسخوها لأنفسهم. فهل هناك قانون يمنع ذلك؟