آيات كريمة وما شابه ذلك، ولا استقبل في أثنائها احداً من بعد صلاة المغرب إلى صلاة العشاء وقبل الفجر. ولا أظن ان أي قانون في الدنيا يمنع هذه الحال.
لمناسبة مسألة الطريقة هذه، يسألني موظف الحكومة والمحكمة: (بمَ تعيش؟)
الجواب: يعلم اخلائي الذين يتصلون بي اني أعيش -بمشاهدة أهل (بارلا) التي أقيم فيها منذ تسع سنوات- بأربعين بارة يومياً غالب أيامي أو بمصروف اقل من ذلك، ببركات شدة الاقتصاد وبخزينة القناعة التامة. حتى أني استكفيت بسبع ليرات ورقية في سبع سنوات لحاجات مثل الملبوسات والنعال. ثم، يعلم اخلائي الذين يخدمونني وبشهادة سيرة حياتي التي في أيديكم، أني تعففت طوال عمري عن قبول الهدايا والصدقات من الناس، وجرحت شعور اصدق خلاني برفض هداياهم. فان اضطررت إلى قبول هدية فقد أخذتها بشرط الرد بمثلها. ولقد صرفت اكثر مرتّباتي التي أخذتها في دار الحكمة الإسلامية في طبع الكتب التي صّنفتها في ذلك الوقت. وادخرت القليل منها بقصد الحج. ان تلك النقود القليلة كفتني عشر سنوات ببركات الاقتصاد والقناعة وحفظت ماء وجهي، وعندي حتى الآن بقية من ذلك المال المبارك.
أيتها الهيئة الحاكمة!
لا ينبغي أن تملوا من سماع إفادتي الطويلة هذه. لأن ما يقرب من ثلاثين من الكتب قد أدخلت ضمن أوراق مذكرة التوقيف. فهذه الإفادة الطويلة تعد قصيرة للغاية قياساً بأوراق اتهامي. أنا أجهل القوانين بسبب انعزالي عن سياسة الدنيا منذ ثلاث عشرة سنة. وتشهد سيرة حياتي أني ترفّعت عن الخداع في الدفاع عن نفسي. لقد بينتُ حقيقة الحال كما هي. وانتم لكم وجدانكم، وتعلمون وجه إنفاذ القوانين بغير غدر. فاحكموا بشأني.
واعلموا ان بعض الموظفين غير الكفوئين، نظروا في شأني بالنظارات المكبرة وجعلوا من الحبة قبة ضمن ألاعيب إعداد الأرضية لإنفاذ قوانين التحرر الجديدة، بسبب عدم كفاءتهم، او أوهامهم، أو من قبيل إظهار ذريعة الذئب للحمل، او الحصول على الرتب، او