للغاية لا يجوز أن تُفسد بأي ثلمة وأن إضعافها بالغرض السياسي جناية، ومتخذاً لنفسه (أعوذ بالله من الشيطان والسياسة) دستوراً منذ عشر سنوات، وواجداً الحيلة في ترك الحيلة، وعصبي المزاج يفشي أسراره بغير تحسّب، واستطاع ان يخفي جمعية مثل هذه عشر سنوات عن موظفي ولاية (اسپارطة) الحساسين والجساسين! إن الذي يقول لمثل هذا الرجل: (توجد جمعية مثل هذه، وأنت تدير دولاب كيد سياسي)! لا يقابل إلا بالمقت، بل يشاركني في المقت أهل ولاية (اسپارطة) ومن يعرفني جميعاً، وربما كل ذي عقل ووجدان، قائلين : إنكم تتهمونه زوراً وبهتاناً.
ثانياً: إن قضيتنا الإيمان، ولنا إخاء مع تسع وتسعين بالمائة من أهل هذه البلاد واهل (اسپارطة) بالاخوة الإيمانية. بينما الجمعية، اتفاق الأقلية من بين الأكثرية. فلا ينتظم في جمعية تسعة وتسعون رجلاً مقابل رجل واحد. ان من يشيع ذلك إنما يشيعه بنية تحقير هذا الشعب المبارك المتديّن، ولا يكون إلا عديم الإنصاف والدين، متوهماً الجميع - حاشا لله - مثله بلا دين.
ثالثاً: إن رجلاً مثلي احب بجد الشعب التركي، ووقّر الشعب التركي كثيراً من جهة نيله لثناء القرآن، وساند هذا القوم بقوة لحمله راية القرآن، وخدم فعلاً الشعب التركي بقدر ألف قومي تركي وبشهادة ألف تركي، واختار هذه الغربة مرجحاً ثلاثين او أربعين شاباً تركيا طيباً على ثلاثين ألف ممن لا يقيمون الصلاة من أهل مدينته، وحافظ على العزة العلمية بكرامة أهل العلم، ودرّس الحقائق الإيمانية بأوضح وجه، هل تستكثرون عليه أو هل من ضرر أن يكون له اخوةُ آخرةٍ وطلاب ليسوا عشرين او ثلاثين بل مائة او ألف، خلال عشر سنوات وربما عشرين او ثلاثين عاماً، مرتبطين بإخلاص معه في الإيمان والحقيقة والآخرة فقط؟ وهل يُجيز أهل الوجدان والإنصاف إنتقاصهم؟ وهل ينظر إليهم كجمعية سياسية؟
رابعاً: ان أهل الإنصاف يعرفون كم بعيد عن الإنصاف الذين يقولون (من أين المال الذي تعيش به وتقيم به جمعية) لرجل أقام حاله بمائة ليرةٍ ورقيةٍ أثناء عشر سنوات، وصرف أحياناً أربعين بارةً فقط في