التزلف للحكومة. وألحقوا بنا اضراراً تبلغ آلاف الليرات. وأملنا فيكم هو: ان تروا ان ما ظنوه قبة إنما هو حبة بقدرتكم وكفاءتكم. أعنى ان تقلبوا النظارات المكبرة وتنظروا من طرفها الآخر.
ثم لي رجاء: ان قيمة كتبي التي صودرت تزيد على ألف ليرة عندي. فأعيدوها إليّ. لقد أعلن مدير مكتبة آنقرة في الصحف بفخر وشكر عن قبول قسم مهم منها في المكتبة قبل اثنتي عشرة سنة. وأريد - بموافقة هيئتكم التي تتحكم في حياتي الآن - ان تعطوا صورة من إفادتي هذه إلى المدعي العام لغرض إقامة الدعوى على من تسببوا في إيقاع الأذى والضرر بي، وصورة إلى وزارة الداخلية وصورة إلى مجلس المبعوثان (البرلمان).
إلى أنظار حضرة المحقق والهيئة الحاكمة:
أضيف ثلاث مواد إلى إفادتي السابقة:
المادة الأولى: إن ما يحيّرنا ويدهشنا للغاية، ويجعلنا نحس بوجود كيد، ومن قبيل الالتزام بإيجاد سبب للاتهام من العدم - هو سؤالهم وبإصرار يوحي بوجود جمعية او تنظيم فعلاً، فيقولون: من أين تجدون المال لتأسيس هذا التنظيم؟.
الجواب:
اولاً: وأنا اسأل هؤلاء السائلين: هل توجد وثيقة او أمارة على تأسيسنا لجمعية سياسية، وهل وجدوا دليلاً او حجة على تشكيلنا لتنظيم بالمال، حتى يصرون على السؤال إلى هذا الحد؟ أنا موجود في ولاية (اسپارطة) منذ عشر سنوات تحت الرقابة الشديدة. ولست وحدي الذي يقابل بالمقت افتراء الذين يتهمون رجلاً لا يقابل احداً إلا خادماً او خادمين اوضيفاً او ضيفين في عشرة ايام، غريباً، وحيداً، ضجراً من الدنيا، كارهاً السياسة اشد الكره، ومشاهداً بصورة متكررة الضرر والعقم الذي جنته الجمعيات السياسية المعارضة القوية بنتيجة ردود الأفعال، ورافضاً الجمعيات والتحركات السياسية في أهم فرصة سانحة وسط قومه والآلاف من أحبائه بعدم الاشتراك فيها، ومُوَليّاً عن السياسة كالهارب من الشيطان لعدّه الإيمان التحقيقي خدمةً قدسيةً