السيرة الذاتية | الفصل الخامس | 267
(253-304)

وانه شئ يقلب جوهر العدل إلى ظلمٍ، ويوحي إلى الانحياز من وجهة العدل، هو التعبير الذي يطلق عليّ بتسميتي وفي كل مرة: (سعيد الكردي)، مع ان اسمي (سعيد النورسي) هنا وفي (اسپارطة) في التحقيقات وذكرهم إياي بأني كردي. وبهذا يوقظون حساً ضدي عند إخوتي في الآخرة يتعلق بالحمية القومية، فضلاً عن أن هذا تغيير لمجرى المحكمة وماهية عدالتها تغييراً تاماً .
نعم، رغم وجود وقائع تاريخية كثيرة وبالألوف عن ان الشرط الأول للعدل هو نظر الحاكم والمحكمة بغاية الحياد والبراءة من شائبة الانحياز، مثل جلوس سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه في زمن خلافته في المحكمة سوية مع يهودي، وحضور كثير من السلاطين في محاكم العدل مع عوام الناس، اقول لأولئك الذين يريدون ان يضللوا العدالة بإلقاء ظلال البعد عن التحضر عليّ :
أيها السادة!
قبل كل شئ أنا مسلم، وولدت في كوردستان. لكني خدمت الترك، وان تسعاً وتسعين من خدماتي النافعة حصلت للترك، وامضيت معظم عمري بين الترك، وأخلص إخواني واصدقهم ظهروا من الترك، واستطيع ان اُشهد الفاً من شباب الترك الحقيقيين الشهمين، باني خدمت الملة التركية اكثر من ألف من هؤلاء الذين يظهرون أنفسهم محبين لقوميتهم وينعتونني (بالكردي)، حيث أن حب الترك وتأييدهم اكثر من الملل الأخرى هو من مقتضيات خدمتي القدسية، خدمة القرآن، لأنهم أشد أبطال الجيوش الإسلامية شجاعة.
واُشهد كذلك الثلاثين او الأربعين كتاباً -المحفوظة لدى الهيئة الحاكمة- خصوصاً رسائل (الاقتصاد والشيوخ والمرضى) منها، التي تخدم أربعة أخماس الشعب التركي من أهل المصائب والفقراء والمرضى والشيوخ واهل العبادة والتقوى بقدر ألف داعية إلى القومية التركية، ليست متداولة في أيدي الكرد، بل في أيدي الشباب الترك. اقول -بعد الاستئذان من الهيئة الحاكمة- للظالمين الملحدين الذين ألقوا بنا في هذا البلاء وخدعوا بعض أركان الحكومة وحاكوا المؤامرات تحت ستار القومية:

لايوجد صوت