السيرة الذاتية | الفصل الخامس | 261
(253-304)

ان رسالة (الفهرست) التي وقعت في أيديكم ووضعت تحت نظر التفتيش، تدل على ان كل جزء من (رسائل النور) تفسّر حقيقة لآية قرآنية. ولاسيما الآيات المتعلقة بالأركان الإيمانية فتفسرها تفسيراً جلياً إلى درجة يفسد خطط الهجوم على القرآن التي أعدها فلاسفة الغرب منذ ألف سنة ويبدد أسسها. ففي الرجاء الحادي عشر من (رسالة الشيوخ)-التي هي بين أيديكم الآن- برهان واحد من آلاف البراهين الإيمانية والتوحيدية. انظروا إليه كأنموذج، وانعموا النظر، فستفهمون إن كانت دعواي صحيحة او خطأ. وايضاً، كانموذج على مدى نفعها للوطن والشعب. لا أظن احداً ينظر بإنصاف إلى (رسالة الاقتصاد) من أجزاء رسائل النور، والرسالة المشحونة بخمسة وعشرين دواء نابعاً من الإيمان (للمرضى) والرسالة المشحونة بستة وعشرين رجاء وسلوى نابعاً من الإيمان للشيوخ، إلا ويرى فيها خزينة ثروة ثمينة للغاية وترياقاً شافياً وضياءً نافعاً لطائفه الفقراء والمرضى والشيوخ الذين هم أزيد من نصف هذه الملة المباركة.
ثم اقول لمساعدتكم في مهمة التحقيق. إن (رسالة الفهرست) فهرست لقسم من الرسائل التي عمرها عشرون عاماً. اصل بعض رسائلها يبدأ من (دار الحكمة الإسلامية) وايضاً الأرقام التي في (الفهرست) ليست على ترتيب التأليف. مثلاً كُتِبَتْ (الكلمة الثانية والعشرون) قبل (الكلمة الأولى) و(المكتوب الثاني والعشرون) قبل (المكتوب الأول) وامثالها كثير.
ثالثاً: ان أجزاء (رسائل النور) التي ليست سوى علوم إيمانية، تؤسس الأمن والنظام، ذلك لأن الإيمان الذي هو منبع الخُلُق الحسن والخصال الحميدة ومنشؤها، لن يخلّ بالأمن بل يحققه ويضمنه. أما ما يخل بالأمن فهو عدم الإيمان بسوء خُلُقه وسجيته.
واعلموا أن وزير المستعمرات البريطاني قال قبل ما يقرب من ثلاثين عاماً : (إننا لن نستطيع ان نحكم المسلمين حقاً مادام هذا القرآن في أيديهم. فينبغي ان نسعى لرفعه وتضييعه). ان كلام هذا الكافر العنيد

لايوجد صوت