إن الخطة التي كان المتآمرون يحيكونها رتبت وكأن هناك حادثة مهمة أعاقب عليها -مع الآلاف من الأشخاص مثلي- عقاباً قاسياً، ولكنها انتهت في الأخير إلى عقوبة تافهة جداً يمكن أن تفرض على أي شخص اعتيادي قام بحادثة سرقة تافهة، إذ أعطيت عقوبة سجن لمدة ستة اشهر لـ(خمسة عشر) من الناس الأبرياء من بين مائة وخمسة عشر شخصاً. فهل هناك شخص يملك شعوراً وعقلاً يقوم بوخز أسد كبير في ذيله وخزة خفيفة بسيف قاطع حاد يحمله في يده فيثيره ضده؟ ذلك لانه لو كان يريد حفظ نفسه من ذلك الأسد او لو كان يريد قتله لاستعمل ذلك السيف القاطع في موضع آخر من ذلك الوحش.
إن قيامكم بإصدار عقوبة خفيفة ضدي يدل على أنكم تتوهمون أنني مثل هذا الرجل. ولو أنني كنت شخصاً يتصرف مثل هذا التصرف البعيد عن العقل وعن الشعور فلماذا ملأتم هذا البلد بطوله وعرضه بجو من الخوف؟ وما الداعي لكل هذه الدعايات التي تستهدف جلب عداء الرأي العام ضدي؟ لقد كان من المفروض أن تتعاملوا معي كتعاملكم مع مجنون عادي فترسلوني إلى مستشفى المجاذيب.
أما لو كنت شخصاً مهماً كأهمية التدابير التي تتخذونها ضدي فليس من العقل ومن المنطق وخز ذلك الأسد او ذلك الوحش في ذيله وإثارته للهجوم عليه، بل عليه أن يحافظ قدر الإمكان على نفسه منه. وهكذا فإنني فضلت حياة الانزواء منذ عشر سنوات باختياري وتحملت من الآلام والمضايقات مالا يتحمله إنسان. ولم أتدخل في أي شأن من شؤون الحكومة ولم ارغب في ذلك اصلاً، ذلك لان مهمتي المقدسة تمنعني من هذا.
يا أهل الحل والعقد!
هل من الممكن لمن استطاع قبل خمس وعشرين سنة -بشهادة جرائد ذلك الوقت- أن يكسب إلى جانب أفكاره ثلاثين ألف شخص بمقالة واحدة كتبها، وجلب نحوه أنظار واهتمام جيش الحركة.وأجاب