شخص لتبليغ الحكمة الإسلامية إلى حكماء أوروبا بشكل مؤثر. أما كتابه (إشارات الإعجاز) الذي ألفه في جبهات القتال -والذي تمت مصادرته الآن- فقد اعجب به القائد العام أنور باشا اعجاباً كبيراً إلى درجة انه هرع إلى استقباله بكل احترام -وهذا ما لم يفعله مع أحد- وقرر إعطاء الورق اللازم لطبع هذا الكتاب لكي تكون له حصة من شرف تلك الهدية ومن ثوابها، هدية الحرب كما ذُكر جهاد مؤلف الكتاب في الحرب بكل خير وبكل تقدير..
فمثل هذا الرجل لا يستطيع ان يسكت على معاملته بهذه الصورة وكأنه تورط في جرائم تافهة كسرقة بغلة او خطف بنت او نشل جيب، لانه لو سكت لكان هذا وصمة له ولعزته العلمية القدسية ولخدماته وللألوف المؤلفة من أصدقائه الغالين، لانكم عندما تعاقبونه بحبسه سنة واحدة فكأنكم تعاملونه معاملة سارق نعجة او خروف. فبعد قيامكم بوضعه دون أي سبب تحت الإقامة الجبرية وتحت المراقبة مدة عشر سنوات مليئة بالمضايقات وبالآلام، وبعد هذا التعذيب تقومون الآن بحبسه سنة واحدة وبإبقائه تحت الإقامة الجبرية سنة أخرى. وبدلاً من معاناته من تحكم وتجبر شرطي عادي او رجل بوليس سري عادي - وهو الذي لم يتحمل تحكم السلطان - فانه من الأفضل والأولى له ان يُشنق. ولو ان مثل هذا الرجل أراد التدخل في أمور الدنيا ورغب في ذلك، وكانت وظيفته ومهمته المقدسة تسمح له بذلك، إذن لاستطاع ان يقود امراً اعظم بعشرات المرات من حادثة (منمن) ومن ثورة (الشيخ سعيد) أي لا أسمعكم صوتاً راعداً كدوي المدافع وليس طنيناً كطنين أجنحة الذباب!
اجل!.. إنني اعرض أمام أنظار الحكومة الجمهورية بان ما أتعرض له حالياً من مصائب ومن بلايا هو نتيجة لمؤامرات ولدعايات منظمة بلشفية سرية، فهناك جو من الدعايات العامة الشاملة التي لم يشاهد لها مثيل في السابق وجو من الخوف ومن الإرهاب، والدليل على هذا هو انه ما من أحد من أصدقائي -الذين يبلغ عددهم مائة ألف- استطاع أن يبعث لي رسالة واحدة منذ ستة أشهر ولم يستطع أن يرسل لي تحية او سلاماً. وأصحاب المؤامرات هذه الذين يحاولون خداع الحكومة واستغفالها استطاعوا بتقاريرهم السرية ترتيب تحقيقات واستجوابات وتحريات في كل مكان بدءً من الولايات الشرقية للبلد إلى الولايات الغربية.