السيرة الذاتية | الفصل الخامس | 298
(253-304)

اجل! لابد ان يكون لكل حكومة قانون واحد، وأصول واحدة، حيث تُعطى العقوبات على أساس ذلك القانون، فإذا لم يكن في قوانين الحكومة الجمهورية ما يبرر إيقاع الأذى الشديد بي وبأصدقائي فان من المفروض ومن الواجب تقديم الترضية الضرورية والتقدير والمكافأة لنا مع إعطائنا كامل الحرية، ذلك لانه لو كانت خدمتي القرآنية تعدّ عملاً عدائياً موجهاً ضد الحكومة فانه يلزم إصدار حكم عليّ بالسجن لمدة مائة سنة وسنة او بالإعدام، وكذلك إصدار عقوبات قاسية على الذين ارتبطوا معي في هذه الخدمة بشكل جدي بدلاً من الحكم عليّ بسنة واحدة وعلى أصدقائي بستة اشهر. فان لم تكن خدماتنا هذه موجهة ضد الحكومة، فعليها ان تقابلنا بالتقدير والمكافأة بدلاً من العقاب والسجن والأذى و الإتهام. ذلك لان مائة وعشرين رسالة، أصبحت ترجماناً لهذه الخدمة، واستطاعت ان تتحدى فلاسفة أوروبا وان تهدم كل أسسهم الفكرية وتجعلها اثراً بعد عين.
لاشك ان هذه الخدمة الفعالة والمؤثرة ستؤدي إما إلى نتيجة مخيفة، او إلى ثمرة علمية راقية ونافعة جداً، لذا لا يمكن إصدار قرار بحبسي سنة واحدة وكأننا نلعب لعب الأطفال من اجل ذر الرماد على العيون واستغفال العامة والتستر على مؤامرات الظالمين ضدنا، ذلك لان أمثالي إما ان يصعدوا على المشنقة بكل فخر ويعدموا ، وإما ان يكونوا احراراً في الموقع الذي يستحقونه.
اجل!.. ان اللص الماهر الذي يستطيع ان يسرق الماسات بقيمة آلاف الليرات. ان قام هذا اللص بسرقة قطع زجاجية بقيمة عدة قروش وتم الحكم عليه بنفس الحكم من سرقة الماسات الثمينة، فانه ما من لص او ذي عقل وشعور يفعل ذلك. لان أمثال هذا اللص يكون ذكياً وحاذقاً ولا يتورط في عمل في غاية الحمق والبلاهة.
أيها السادة!
لنفرض أنني كنت مثل ذلك اللص حسب ما تتوهمون، فلماذا اختار

لايوجد صوت