السيرة الذاتية | الفصل السابع | 342
(329-358)

المادي فان طلبة النور -الذين كسبوا محبة جماهير هذه الأمة وتقديرها، هذا التقدير الذي يُعد شيئاً حيوياً جداً في الأمة- والذين هم متواجدون في كل مكان، لن يشتركوا في حادثة جزئية كحادثة الشيخ سعيد او حادثة (منمن) إذ لو وقع عليهم -لا سمح الله- ظلم شديد إلى درجة الضرورة القصوى وهوجمت رسائل النور فان الملاحدة والمنافقين الذين خدعوا الحكومة سيندمون لا محالة ندماً شديداً..
والخلاصة انه مادمنا لا نتعرض لدنيا أهل الدنيا، فيجب عليهم الا يتعرضوا لآخرتنا ولا لخدماتنا الإيمانية.(1)
ثم إني رغم مقاساتي سنة واحدة من العقاب النازل بي حول رسالة (الحجاب) التي عثروا عليها تحت أكوام الحطب والوقود، وقد استنسخت هذه السنة ونشرت.. نراهم يريدون إدانتنا بها.
ثم إنني لما اعترضت بكلمات قاسية على ذلك الشخص المعروف الذي تولى رئاسة الحكومة بآنقرة(2)، فلم يقابلني بشئ، بل آثر الصمت. الاّ ان بعد موته ظهرت حقيقةُ حديث شريف خطأه -كنت قد كتبته قبل أربعين سنة- فتلك الحقيقة والانتقادات التي كانت فطرية وضرورية واتخذناها سرية، وعامة غير خاصة على ذلك الشخص قد طبقها المدعى العام بحذلقة على ذلك الشخص، وجعلها مدار مسؤولية علينا.
فأين عدالة القوانين التي هي رمز الأمة وتذكارها وتجل من تجليات الله سبحانه، وأين خاطر شخص مات وانقطعت علاقته بالدولة؟
ثم إننا جعلنا حرية الوجدان والعقيدة التي اتخذتها حكومة الجمهورية أساساً لها، مدار استناد لنا. ودافعنا عن حقوقنا بهذه المادة، ولكن اتخذتها المحكمة مدار مسؤولية وكأننا نعارض حرية الوجدان والعقيدة.
وفى رسالة أخرى انتقدتُ سيئات المدنية الحاضرة وبينت نواقصها، فاسند اليّ في أوراق التحقيق شئ لم يخطر ببالي قط، وهو إظهاري بمظهر من يرفض استعمال الراديو(1) وركوب القطار والطائرة . فأكون مسؤولا عن كوني معارضاً للرقى الحضاري الحاضر.!..
--------------------

(1) الشعاعات/424-425
(2) المقصود مصطفى كمال

لايوجد صوت