السيرة الذاتية | الفصل السابع | 343
(329-358)

واغرب من جميع ما ذكر هو: ان الطائرة والقطار والراديو التي تعتبر من نعم الله العظيمة وينبغي ان تقابل بالشكر لله، لم تقابلها البشرية بالشكر فنزلت على رؤوسهم قنابل الطائرات.
والراديو نعمة إلهية عظيمة بحيث ينبغى ان يكون الشكر المقدم لأجله في استخدامه جهازاً حافظاً للقرآن الكريم يُسمع البشرية جمعاء. ولقد قلت في (الكلمة العشرين) ان القرآن الكريم يخبر عن خوارق المدنية الحاضرة، وبيّنا فيها عند حديثنا عن إشارة من إشارات آية كريمة، بأن الكفار سيغلبون العالم الإسلامي بوساطة القطار. ففي الوقت الذي أحث المسلمين إلى مثل هذه البدائع الحضارية فقد جعلها بعض المدعين العامين لمحاكم سابقة مدار اتهام لنا وكأنني أعارض هذه الاختراعات.
ثم ان أحدهم قال: ان رسالة النور نابعة من نور القرآن الكريم، أي إلهام منه، وهى وارثة، تؤدى وظيفة الرسالة والشريعة. فاورد المدعى العام معنى خطأ فاضحاً ببيانه ما لا علاقة له اصلاً وكأن (رسالة النور رسول) وجعلوا ذلك مادة اتهام لي.
ولقد أثبتنا في عشرين موضعاً في الدفاع وبحجج قاطعة: أننا لا نجعل الدين والقرآن ورسائل النور أداة ووسيلة لكسب العالم اجمع، ولا ينبغى ان تكون وسائل قطعاً. ولا نستبدل بحقيقة منها سلطنة الدنيا كلها. ونحن في الواقع هكذا. وهناك ألوف من الامارات على هذه الدعوى...
فما دام الأمر هكذا فنحن نقول بكل ما نملك: حسبنا الله ونعم الوكيل.(2)
أيها السادة!
إنني مقتنع تماماً -نتيجة شواهد ودلائل عديدة- بان الهجمات التي تُشن علينا ليس مبعثها الزعم القائل بأننا (نستغل الشعور الديني للإخلال بالأمن الداخلي).. كلا، ولكن ذلك الهجوم -الذي يتم تحت ذلك الغطاء

-------------

(1) لأجل تقديم الشكر لله تجاه نعمة الراديو، وهى نعمة الهية عظمى، فقد قلت: "ان ذلك يكون بتلاوة الراديو للقرآن الكريم كي يُسمع ذلك الصوت الندي الى العالم اجمع فيكون الهواء بذلك قارئاً للقرآن الكريم" - المؤلف.
(2) الشعاعات/430-432

لايوجد صوت