السيرة الذاتية | الفصل الثامن | 360
(359-384)

إجراء تدقيقات دامت طوال تسعة اشهر على ما كتبتُه خلال عشرين سنة من مؤلفات ومكاتيب. ولكن المنظمة السرية التي تعمل بخفاء في خدمة الأجنبي ألقت في روع قسم من الموظفين الشبهات -بجعلها الحبة قبة- طمعاً في إفساد براءتنا. وغايتهم في ذلك هي ان ينفد صبري فأقول: كفى كفى!! على ان سبب غضبهم عليّ في الوقت الحاضر هو سكوتي، وعدم تدخلي بأمور الدنيا. وكأنهم يريدون ان أتدخل حتى تتحقق لهم بغيتهم.
ابيّن لكم بعض مكايدهم التي يستعملونها في بث الشكوك والشبهات في قلوب قسم من الموظفين الحكوميين إذ يقولون: ان لسعيد نفوذاً في الأوساط العامة، وان مؤلفاته كثيرة ولها تأثير بالغ في الناس، فمن يتقرب منه يصادقه، لذا يلزم كسر هذا النفوذ بتجريده من كل شئ وإهانته وعدم الاهتمام به وتجنيب الناس منه وإخافة محبيه. وهكذا أصبحت الحكومة في حيرة من أمرها فتشدد عليّ الخناق وتضاعف المضايقات. وأنا اقول:
أيها الاخوة المحبون لهذه الأمة والبلاد!
اجل، ان هناك نفوذاً وتأثيراً كما يقوله المنافقون، ولكن ليس لي، وإنما لرسائل النور. فرسائل النور لا تنطفئ وكلما تعرض لها شئ قويت! ولم تستعمل الاّ لصالح الأمة والبلاد ولا يمكن غير ذلك. ان قيام محكمتين عدليتين طوال عشر سنوات بتدقيقات ما كتبتُه خلال عشرين سنة تدقيقاً شديداً لم يسفر عن حجة حقيقية لإدانتنا.. وهذه حجة لا تجُرح وشاهد صدق لدعوانا.
نعم، ان المؤلفات ذات تأثير بالغ، ولكن لمصحلة الأمة والبلاد. وذلك بإرشادها إلى الإيمان التحقيقي لمائة ألف من الناس من دون ان تمسّ أحداً بسوء. فتأثيرها اذاً هو في العمل لسعادتهم الدنيوية وحياتهم الأبدية.
ان مئات المساجين المحكومين في سجن (دنيزلي) -بعضهم عوقبوا بعقوبات شديدة- قد اصبحوا متدينين ذوي أخلاق فاضلة بعد قراءتهم رسالة الثمرة وحدها، حتى الذين قتلوا ثلاثة أشخاص تحاشوا عن قتل

لايوجد صوت