السيرة الذاتية | الفصل الثامن | 363
(359-384)

أخي الصدّيق العزيز وصديقي الحميم الشهم في هذه الدنيا الفانية.
أولاً: أشكركم جزيل الشكر على سبقكم جميع أصدقائي واهل مدينة ارضروم، على علاقتكم المشحونة بالشفقة الخالصة، وسعيكم فكراً لمدّ يد العون لي في حياتي التي مضت بالعذاب والظلم. فلا أنسى فضلكم هذا إلى نهاية عمري، فألف ألف ما شاء الله بارك الله فيكم.
ثانياً: سأبيّن بعض ما يخص حالتي وتعذيب الظلمة لي، مخالفاً بذلك مسلكي وماتعلّمته من رسائل النور، ومنافياً لدستور حياتي، وهو عدم النظر -منذ عشر سنوات- إلى حوادث الدنيا العابرة التافهة. أبيّنه تطميناً لخاطرك واهتمامك الذي ذكرته في رسالتك الأخيرة ليس إلاّ.
الأول: حينما كنت عضواً في (دار الحكمة الإسلامية) قبل ثلاثين سنة قال لي أحد أعضائها وهو السيد سعد الدين پاشا: سمعت ممن أثق بكلامه أن منظمة للزندقة مدعومة من جهات أجنبية، قرأوا كتاباً لك وقالوا: لا يمكننا نشر أفكارنا ما دام هذا الرجل حياً، ولذلك قرروا القضاء عليك. فجئت لأخبرك بالأمر فانك عزيز عليّ.
فقلت: توكلت على الله، والأجل واحد لا يتغير ولا يتبدل.
فهذه المنظمة قد توسعت، واستعملت بحقي جميع حبائل المكر والخديعة منذ ثلاثين او أربعين سنة فسببت دخولي السجن مرتين وتسميمي إحدى عشرة مرة. وآخر خطتهم هي استعمال نفوذ الحكومة الرسمية بتشديدها عليّ وذلك بدفعهم وزير الداخلية السابق ومحافظ

لايوجد صوت