ولكننا نرجو من رحمة الله الواسعة إظهار رسائل النور النابعة من فيض القرآن الكريم، والتي هي لمعات إعجازه المعنوي، ومفسرة حقائقه وكشافة أسراره.. فنرجو من رحمته تعالى الإعلان عن هذه الرسائل والرواج لها وشعور الناس بحاجتهم إليها وإظهار قيمتها الرفيعة جداً، وتقدير الناس لها وإعجابهم بها، وتبيان كراماتها المعنوية الظاهرة جداً وإظهار غلبتها على الزندقة بجميع أنواعها بسر الإيمان، فنحن نريد إعلام هذه الأمور وإفهام الناس بها وإظهار تلك المزايا، ونرجو ذلك من رحمته تعالى.(1)
تأليف رسالة حول حكمة التكرار في القرآن:(2)
طرق سمعي قبل اثنتي عشرة سنة،(3) ان زنديقاً عنيداً، قد فضح سوء طويته وخبث قصده بأقدامه على ترجمة القرآن الكريم، فحاك خطة رهيبة، للتهوين من شأنه بمحاولة ترجمته. وصرح قائلاً: ليترجم القرآن لتظهر قيمته؟ أي ليرى الناس تكراراته غير الضرورية! ولتتلى ترجمته بدلاً منه! إلى آخره من الأفكار السامة. الا أن رسائل النور بفضل الله، قد شلت تلك الفكرة وجعلتها عقيمةً بائرة وذلك بحججها الدامغة وبانتشارها السريع في كل مكان، فأثبتت اثباتاً قاطعاً أنه:
لا يمكن قطعا ترجمة القرآن الكريم ترجمة حقيقية.. وان أية لغة غير اللغة العربية الفصحى عاجزة عن الحفاظ على مزايا القرآن الكريم ونكته البلاغية اللطيفة.. وان الترجمات العادية الجزئية التي يقوم بها البشر لن تحل -بأي حال- محل التعابير الجامعة المعجزة للكلمات القرآنية التي في كل حرف من حروفها حسنات تتصاعد من العشرة إلى الألف، لذا لا يمكن مطلقا تلاوة الترجمة بدلاً منه.
-----------------------
(1) الملاحق- أميرداغ 1/289 T. H. Emirdağ Hayatı
(2) تأليفاته الأخرى في أميرداغ:
في هذه الفترة التي استغرقت ثلاث سنوات ونصف السنة ألّف:
1- المسألة الحادية عشرة لرسالة الثمرة حول ثمرات الإيمان بالملائكة سنة 1945
2- الرجاء الرابع عشر من اللمعة السادسة والعشرين،تأملاته في الآية الكريمة ﴿حسبنا الله ونعم الوكيل﴾
3- الرجاء السادس عشر من اللمعة السادسة والعشرين حول نفيه الى قسطموني وما أعقبته من احداث.
4-فضلاً عما يقرب من (250) رسالة توجيهية الى الطلاب.
(3) المقصود سنة 1932م حيث ترجم القرآن الكريم الى التركية وحاولت السلطات فرض قراءة الترجمة في الصلوات.