بيد ان المنافقين الذين تتلمذوا على يد ذلك الزنديق، سعوا بمحاولات هوجاء في سبيل الشيطان ليطفئوا نور القرآن الكريم بأفواههم. ولكن لما كنت لا التقي احداً، فلا علم لي بحقيقة ما يدور من أوضاع، الا أن اغلب ظني ان ما أوردته آنفا هو السبب الذي دعا إلى إملاء هذه (المسألة العاشرة) على رغم ما يحيط بي من ضيق.(1)
(ورغم كل الصعاب كان محبو الأستاذ يتقاطرون إلى زيارته و لا يوفّق منهم بالزيارة الاّ القليل، لشدة الترصد. وكان يتجاذب معهم الحديث حسب مستواهم الفكري والثقافي حيث كان الزائرون من طبقات الشعب كافة..فكان حديثه مجملاً حول أهمية الإيمان في الوقت الحاضر وان القصد الأساس لرسائل النور تقوية الإيمان وصد الإلحاد الذي يهدد الأمة والوطن، وان أهم قضية في الوقت الحاضر إنقاذ الإيمان وتقويته بالاعتصام بالقرآن الكريم. ورسائل النور تحصر نظرها في هذا المقصد. ولهذا يتكالب عليها الأعداء من الملحدين ويختلقون الافتراءات الظالمة والإشاعات المغرضة، فلا محيد عن العمل الإيجابي البناء وحده، إذ في يدنا نور وليس صولجان السياسة. وحتى لو كانت لنا مائة من الأيدي لكانت تكفي للنور. وان أساس مسلكنا الإخلاص وابتغاء مرضاة الله وحده، وهذا هو مصدر قوة النور. فالعناية الإلهية تحمي خدمتنا ما دمنا مخلصين نعمل عملاً ايجابياً بناءً).(2)
نماذج من الرسائل التوجيهية
من أميرداغ
لا نجعل من الدين وسيلة لمكاسب دنيوية:
اخوتي الصديقين الأعزاء!
--------------
(1) الشعاعات/315
(2) T. H. Emirdağ Hayatı