بحقيقة الإخلاص، وترك الأنانية، ومعرفة النفس انها مقصرة دائماً، والحذر الشديد من الإعجاب بالنفس. فنحن لا نظهر انفسنا بل نظهر الشخصية المعنوية لرسائل النور ونبينها.
نحن نشكر من يرى نقائصنا ويريها لنا -بشرط ان تكون حقيقية- ونقول له: ليرضَ الله عنك. إذ كما نشكر من إذا وجد عقرباً في عنقنا ويرميها عنا قبل ان تؤذينا ونقدم له اجزل الشكر والامتنان، كذلك نقبل ونرضى بتبصيرنا نقائصنا وتقصيراتنا ونظل في شكر وامتنان لمن نبهنا إليها، بشرط عدم تدخل الأغراض الشخصية والعناد وعدم جعله وسيلة لمعاونة أهل الضلالة والبدع..(2)
ما تتطلبه خدمة الإيمان:
ان تلك الكرامات لا تعود لي، وليس من حدّي ان أكون صاحب تلك الكرامات، بل هي لرسائل النور التي هي ترشحات من المعجزة المعنوية للقرآن الكريم ولمعات منها وتفسير حقيقي له، متخذة شكل الكرامات، لأجل تقوية الروح المعنوية لطلاب النور، فهي من نوع الإكرامات الإلهية، وإظهار الإكرام الإلهي شكر، وهو جائز ومقبول ايضاً...
والآن أوضح الجواب قليلاً بناء على سبب مهم؛ وقد ورد السؤال الآتي: لمَ لم اُظهر تلك الإكرامات الإلهية، ولِمَ احشّد الكلام حولها، ولِمَ اُكثر البحث حولها، حتى ان اكثر المكاتيب متوجهة إليها؟.
الجواب: ان الخدمة الإيمانية التي تقدمها رسائل النور في هذا الوقت تجابه بألوف المخربين، مما يلزم ان تكون في صفها مئات الألوف من المعمرين.. ويستدعي الأمر ان يكون معي في الأقل مئات من المعاونين والكتاب.. وتقضي الضرورة على الأمة والمسؤولين في البلاد ان يمدّوا يد المساعدة بتقدير واعجاب وحض منهم على الخدمة الإيمانية ويثمنوا قيمتها ويوثقوا الصلة بها، وألاٍ يتحرزوا من التماس بها فينسحبوا من الميدان.. بل وتطلب هذه الخدمة من أهل الإيمان ان يفضّلوها على مشاغل الحياة الفانية وفوائدها، إذ انها خدمة إيمانية خالصة تبغي النجاة في الآخرة.
-----------------
(2) الملاحق - أميرداغ 1/250