لحمد لله رب العالمين .(1)
كلمتي الأخيرة:
أودّ أن ابيّن ما يلي لهيئة المحكمة:
لقد أدركت من لائحة الإتهام ومن وضعي لمرات عديدة وطويلة في السجن الإنفرادي بان شخصي هو الهدف في هذه المسألة، فقد لوحظ وجود مصلحة لتهوين شأني والنيل من شخصي. وقد زعم أنني شخص ضار للإدارة وللأمن وللوطن، وإنني أسعى تحت ستار الدين إلى مقاصد دنيوية ومن أجل نوع من السياسة، و ردّاً على هذا فإنني ابيّن لكم بقطعية تامة:
من اجل هذه الأوهام ومن أجل محاولتكم محاربتي شخصياً لا تمدّوا يدكم بالأذى إلى رسائل النور ولا إلى طلاب النور الميامين لانهم هم الأبناء المضحون في سبيل هذا الوطن وفي سبيل هذه الأمة، والاّ سيلحق بهذا الوطن وبهذه الأمة ضرر كبير وقد يكون ذلك سبيلاً إلى خطر عليهما. وأريد ان أؤكد لكم:
لقد قررت ان اقبل -في ضوء مسلكي الحالي- أي أذى وأية إهانة وايّ عذاب وايّ عقاب موجه إلى شخصي بشرط ألاّ يأتي أي ضرر إلى رسائل النور وإلى طلابها بسببي، ففي هذا ثواب لي في الآخرة وهو وسيلة لإنقاذي وخلاصي من شرور نفسي الأمارة بالسوء. فبينما ابكي من ناحية فإنني مسرور من ناحية أخرى. ولو لم يدخل هؤلاء الأبرياء المساكين السجن معي من أجل هذه المسألة لكانت لهجتي في الدفاع شديدة جداً، وقد شاهدتم انتم ايضاً ورأيتم كيف حاول من كتب لائحة الادعاء البحث عن أسباب واهية ومعاذير باطلة فقدم جميع ما كتبته من كتب ومن خطابات سرية خاصة وغير خاصة في ظرف عشرين أو ثلاثين سنة من حياتي كأنني قد كتبتها بأجمعها في هذه السنة، وساق لبعضها معاني خاطئة وقدمها وكأنها لم تظهر للعيان ولم تدخل أية محكمة ولم يشملها أي قانون من قوانين العفو، ولم تتعرض لمرور الزمن.. كل هذا من اجل النيل مني، والحط من شأني. ومع أنني ذكرت اكثر من مائة مرة باني اعترف بضآلة شأني وصغر قيمتي، ومع ان
----------------------
(1) الشعاعات/466