معارضي يحاولون بكل وسيلة النيل مني وتهوين أمري إلا ان سبب محبة عامة الناس لي محبة أقلقت رجال السياسة يعود إلى ان تقوية الإيمان يحتاج في هذا الزمن وفي هذه الظروف حاجة ملحة وقطعية إلى أشخاص لا يضحون بالحقيقة -في موضوع الدين- من أجل أي شئ على الإطلاق ولا يجعل أحدهم الدين وسيلة وآلة لأي غرض ولأي شئ، ولا يعطي لنفسه حظاً، وذلك لكي يمكن الاستفادة من إرشاداته في دروس الإيمان وتحصل القناعة التامة به.
نعم، انه لم يحدث في أي ظرف من الظروف ان اشتدت الحاجة إلى الخدمة مثلما بلغته في عصرنا هذا وذلك لأن الأخطار قد داهمتنا من الخارج بشدة وضراوة بالغتين. ومع اعترافي وإعلاني بأن شخصي العاجز لا يكفي لسد هذه الحاجة او ملء ذلك الفراغ، فقد ذهب البعض إلى الظن بان شيئاً من ذلك يمكن ان يتحقق على يدي، لا لمزية معينة في شخصي، بل لشدة الحاجة إلى من يقوم بمثل هذا العمل ولعدم بروز أحد بروزاً ظاهراً لتحمل تلك المسؤولية العظمى.
ولقد تأملت منذ أمد طويل في هذه المسألة في حيرة وتعجب، إذ على الرغم من أخطائي وعيوبي الشخصية المدهشة، وعدم جدارتي للقيام بمثل هذا العمل الجليل بأي وجه كان، فقد بدأت افهم الحكمة في التفات العامة وإبدائهم ضرباً من مشاعر الاحترام نحوي. والحكمة هي:
ان الحقائق التي تحتوي عليها (رسائل النور)، والشخصية المعنوية التي يمثلها كيان طلبتها، قد يممتا وجه تلك الحاجة شطرهما، ولا سيما في ظرف مثل ظرفنا ومثل وسطنا الحاليين، ومع ان حظي من الخدمة قد لا يبلغ الواحد في الألف، فان البعض يعتقدون فيّ تجسيداً لتلك الحقيقة الخارقة وممثلاً لتلك الشخصية الأمينة المخلصة فيبدون نحوى ذلك النوع من الالتفات.
والواقع ان هذا النوع من الالتفات بقدر ما هو ضارٌّ بي، ثقيل على نفسي ايضاً. حتى انني آثرت الصمت بغير حق عن تلك الخسائر المعنوية، حفاظاً على الحقائق النورية وشخصيتها المعنوية. وربما يعود السبب في ذلك النوع من الالتفات إلى إشارة مستقبلية للإمام