السيرة الذاتية | الفصل التاسع | 413
(385-440)

علي رضى الله عنه وللشيخ الگيلاني قُدس سره، ولبعض الأولياء الآخرين، بإلهام الهي إلى حقيقة (رسائل النور)، وشخصية طلبتها المعنوية.. وما ذلك الاّ لكون تلك الرسائل مرآة صغيرة عاكسة لمعجزة القرآن المعنوية في عصرنا الحاضر. ولعل ذلك البعض قد اخذ شخصي الضعيف بنظر الاعتبار، لا لشئ الاّ لكوني خادماً لتلك الحقيقة الخارقة. ولقد أخطأت عندما لم اصرف التفاتهم الجزئي لشخصي بتأويل إلى (رسائل النور). والسبب في هذا يعود إلى ضعفي وكثرة الأسباب التي قد تدفع مساعديّ إلى الخوف. وما قبولي جزءاً مما يخصّ شخصي في الظاهر إلاّ لإضفاء سمة الاعتماد وصبغة الثقة على أقوالي لا غير.
إنني أنذركم بالآتي:
لا داعي اطلاقاً للقضاء على شخصي الفاني المشارف على باب القبر. ولاداعي كذلك إلى إعطاء مثل هذه الاهمية لوجودي. وانه مما يجب ان تعلموه جيداً هو ان المبارزة مع رسائل النور محاولة يائسة.إنكم لن تستطيعوا مبارزتها، فلا تبارزوها. إنكم لن تتغلبوا عليها. ولئن حاولتم مبارزتها، فلن تعودوا الاّ بأضرار جسيمة على الأمة والبلاد معاً، ولكن لن تستطيعوا تشتيت شمل طلبتها او تفكيك وحدتهم مهما حاولتم.. إذ ليس من السهل حمل أحفاد وأبناء أجدادنا البسلاء الذين ضحوا بأكثر من خمسين مليوناً من الشهداء في سبيل الحفاظ على القرآن وحقائقه القيمة، على التنكر والنسيان لماضيهم المجيد، ولا الحيلولة دون بطولاتهم الدينية الرائعة التي كانت دوماً محط أنظار العالم الإسلامي وموضع إعجابه. وحتى لو انسحبوا من الميدان فان أولئك الطلاب الأوفياء لن يتخلوا عن رسائل النور التي هي مرآة عاكسة لتلك الحقيقة ولن يرضوا -بذلك التخلي- ان يصيب الضرر الوطن والامة والأمن.
وآخر قولي:
﴿فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم﴾(1) (التوبة:129)
----------------------

(1) الشعاعات/471

لايوجد صوت