ان رسائل النور -التي تجدون مجموعتها كاملة بين أيديكم- أصبحت مرشداً قوياً وقويماً لأكثر من مائتي ألف طالب من طلاب النور الحقيقيين المستعدين للتضحية، فخدمت بذلك أمن البلد واستقراره. ثم ان دفاعي الذي قدمته والذي بلغ أربعمائة صفحة اثبت براءتنا بشكل قاطع لا يقبل الشك، لذا ستسأل هذه الأسئلة منكم امام المحكمة الكبرى يوم الحشر دون ريب.
الثانية: لقد عدّوا تفسيري للآيات القرآنية الصريحة حول الحجاب والإرث وذكر الله وتعدد الزوجات، وقيامي برد الإعتراضات المثارة ضدها من قبل المدنية الغربية الحالية رداً مفحماً.. عدّوا ذلك إحدى التهم الموجهة اليّ. واكرر هنا الفقرة التي أوردتها قبل خمسة عشر عاماً في محكمة (اسكى شهر) ثم في محكمة التمييز في (آنقرة) وستكون هذه الفقرة شكواي في محكمة الحشر الكبرى وتنبيهاً وايقاظاً للجماعات المثقفة للأجيال القادمة وستكون هي مع رسالة (الحجة الزهراء) بمثابة لائحة تمييز، كما أنني اكرر هذه الفقرة للمدعي العام الذي لم يترك لي فرصة للكلام والذي اثبتّ ثمانين خطأ ورد في لائحته الإتهامية التي ملأها بالمغالطات واعرضها مرة أخرى على هيئة المحكمة التي أصدرت حكما عليّ بسنتين من الحبس الإنفرادي الشديد وبسنتين من النفي والإقامة الجبرية:
إنني اقول لمحكمة وزارة العدل:
ان إدانة من يفسر اقدس دستور الهي وهو الحق بعينه، ويحتكم إليه ثلاثمائة وخمسون مليوناً من المسلمين في كل عصر في حياتهم الاجتماعية، خلال ألف وثلاثمائة وخمسين عاماً. هذا المفسر استند في تفسيره إلى ما اتفق عليه وصدق به ثلاثمائة وخمسون ألف مفسر، واقتدى بالعقائد التي دان بها أجدادنا السابقون في ألف وثلاثمائة وخمسين سنة.. اقول: ان إدانة هذا المفسر قرار ظالم لابد ان ترفضه العدالة، ان كانت هناك عدالة على وجه الأرض، ولابد ان ترد ذلك الحكم الصادر بحقه وتنقضه. ولتسمع هذا الآذان الصماء لعصرنا الحالي.
ألا يعني إدانة شخص ترك السياسة واعتزل الحياة الاجتماعية ولا يؤمن من الناحية الفكرية العلمية ببعض القوانين الأجنبية التي قُبلت في هذا البلد بمقتضى ظروف معينة، لقيامه بتفسير هذه الآيات انكاراً منهم