اتصالاته ومكاتيبه، لذا فهو مذنب؟. ان من يقول هذا بحقه ويحكمون عليه في ظل ظروف قاسية لاشك انهم مذنبون، ومذنبون جداً، وسيدفعون ثمن هذا في المحكمة الكبرى يوم الحشر.
مثل هذا الرجل الذي هدّأ ثماني كتائب عسكرية واجبرها على الانقياد للنظام بخطبة واحدة واستطاع قبل أربعين سنة بمقالة واحدة ان يجعل الآلاف من الناس ينحازون إليه ويكونون أنصاره، ولم يحن رأسه امام ثلاثة قواد جبارين -المذكورين سابقاً- ولم يخش منهم ولم يتملق لهم وقال امام المحاكم: ألا فلتعلموا جيداً بأنه لو كان لي من الرؤوس بعدد ما في رأسي من شعر وفصل كل يوم واحد منها عن جسدي فلن أحني هذا الرأس الذي نذرته للحقائق القرآنية امام الزندقة والكفر المطلق، فلن أخون الوطن والامة والإسلام. فهل يجوز بعد هذا ان يقال لمثل هذا الشخص الذي لم يكن له علاقة مع أحد في مدينة (اميرداغ) الا مع بضعة من أصدقاء الآخرة إضافة إلى ثلاث من الذين كانوا يقومون بشؤون خدمته... أيجوز ان يقال:
إن سعيداً هذا عمل سراً في (اميرداغ) كي يخل بالأمن، فقد سمم أفكار بعض أفراد الشعب هناك، فقام عشرون شخصا هناك بمدحه وكتابة مكاتيب خاصة له، مما يبرهن على انه يعمل سراً ضد النظام الثوري للحكومة؟ واستناداً إلى هذه التهمة فقد اتبعت سياسة عدائية ضده وحكم عليه بالحبس الشديد لمدة سنتين حيث وضع في سجن انفرادي وفي عزلة تامة، ولم يسمحوا له بالكلام والدفاع عن نفسه في المحكمة. لأجل كل هذا فإنني أحيل هؤلاء الذين عذبوني وابتعدوا هذا الابتعاد عن العدالة وعن الإنصاف إلى ضمائرهم.
وهل يعقل وهل من الممكن ان يقوم مثل هذا الشخص الذي نال توجّه الناس إليه أكثر مما يستحقه والذي حمل الألوف على الطاعة والانقياد بخطبة واحدة، وجعل الآلاف من الناس ينضمون إلى جمعية الإتحاد المحمدي بمقالة واحدة منه، واستمع إلى خطبته خمسون ألف شخص في جامع اياصوفيا بكل تقدير .. هل يعقل وهل يمكن ان يقوم مثل هذا الشخص بعمل سري طوال ثلاث سنوات في مدينة (اميرداغ) ثم لا يوفق الاّ في إقناع بضعة أشخاص ويترك أمور الآخرة وينغمس في مؤامرات السياسة فيملأ قبره -القريب منه- بالظلمات بدلاً من النور؟ أيمكن هذا؟ ان الشيطان نفسه لا يمكن ان يقنع بهذا أحداً.