السيرة الذاتية | الفصل التاسع | 434
(385-440)

أفضل مكان للاجتماع:
اخوتي الاعزاء الصدّيقين الثابتين في خدمة القرآن، يامن لا يتهربون منا من شدة الضيق!
احزنتني نفسي الآن في التفكير لأجلكم، جراء ضيق مادي ومعنوي، ولكن.. اذا بخاطر يرد إلى القلب وهو: لو تحملتم عشرة اضعاف هذه المشقات والمتاعب وبصورة أخرى لكانت زهيدة في سبيل لقاء أحد من الاخوة هنا لقاء عن قرب.
ثم من الضرورة بمكان ان يكون لطلاب النور كل بضع سنين اجتماعاً يجتمعون فيه دفعة واحدة، كما كان أهل الحقيقة سابقاً يجتمعون مرة او مرتين كل سنة ويديمون فيه مسامراتهم ومحاوراتهم على وفق مشرب رسائل النور المكلل بالتقوى والرياضة الروحية، ومسلكها المتسم بإلقاء الدروس إلى الناس كافة وإلى المحتاجين خاصة بل حتى إلى المعارضين، ولإجل انطاق الشخص المعنوي في دائرتها، فالمدرسة اليوسفية هذه افضل مكان لطلاب النور وملائم جداً لهذه الاغراض، بحيث تهون امامه المشقات حتى لو كانت ألف مشقة وضيق.
ان اجتناب بعض اخوتنا الضعفاء وانسحابهم من ميدان العمل للنور لسآمتهم في سجوننا السابقة كان خسارة جسيمة لحقت بهم، بينما لم يلحق أي ضرر كان برسائل النوروطلابها، بل انضم بدلاً منهم من هو اكثر ثباتاً واخلاصاً منهم.
وحيث ان امتحان الدنيا عابر ويمضي بسرعة، ويسلّم لنا ثوابه وثمراته، فعلينا الاطمئنان إلى العناية الإلهية شاكرين ربنا من خلال الصبر.(1)
ما نعمله في الليالي المباركة:
اخوتي الاعزاء الصديقين ويا زملاء الدراسة في هذه المدرسة اليوسفية!
ان الليلة القادمة هي ليلة النصف من شعبان، وهي بمثابة نواة سامية لسنة كاملة ونوع من برنامج للمقدرات البشرية، لذا تكتسب هذه الليلة قدسية من ليلة القدر. فمثلما الحسنات تتضاعف إلى ثلاثين ألف ضعف

--------------------

(1) الشعاعات/550

لايوجد صوت