السيرة الذاتية | الفصل التاسع | 432
(385-440)

(الدفاعات) هي كذلك مثل رسائل النور العلمية.
ولقد قال لي أحد اخواني: (انني أشعر بشوق وحاجة إلى تكرار قراءة رسالة الحشر وان كنت قد قرأتها ثلاثين مرة)(2).
فعرفت من كلامه هذا: ان رسائل النور التي هي مرآة عاكسة لحقائق القرآن الكريم وتفسير قيم أصيل له، قد انعكست فيها أيضاً مزية رفيعة للقرآن الكريم الا وهي عدم السأم من قراءتها.
بث السلوان
اخوتي الاعزاء الصدّيقين!
ان انجع علاج في هذه الدنيا، ولا سيما في هذا الزمان، وبخاصة للمبتلين بالمصائب، ولطلاب النور الذين انتابهم ضجر شديد ويأس قاتم هو:
تسلية أحدهم الآخر، وادخال السرور في قلبه، وامداد قوته المعنوية وضماد جراحات الضيق والحزن والسأم، وتلطيف قلبه المغموم، كأخ حقيقي مضح. إذ الأخوة الحقة والاخروية التي تربطكم لا تتحمل التحيز والاغاظة.
فانا اعتمد عليكم كلياً واستند اليكم، وانتم على علم بقراري وعزمي بانني عازم على ان اضحي مسروراً لأجلكم أنتم بروحي، لا براحتي وحيثيتي وشرفي وحدها، بل قد تشاهدون هذا مني فعلاً، حتى انني اقسم لكم: انه منذ ثمانية أيام يتألم قلبي من عذاب شديد، من جراء حادثة تافهة سببت دلالاً ظاهرياً بين ركنين من أركان النور وإحزان احدهما الآخر بدلاً من السلوان. فصرختْ روحي وقلبي وعقلي معاً، وبكت قائلة:
اواه! اواه! الغوث الغوث يا أرحم الراحمين، احفظنا واجرنا من شياطين الجن والانس، واملأ قلوب اخواني بالوفاء التام والمحبة الخالصة والاخوة الصادقة والشفقة الكاملة.
فيا اخوتي الثابتين الصلبين صلابة الحديد! اعينوني في مهمتي

--------------------

(2) الملاحق- قسطموني/224

لايوجد صوت