السيرة الذاتية | الفصل التاسع | 435
(385-440)

في ليلة القدر، يرتفع العمل الصالح وكل حرف من الحروف القرآنية في ليلة النصف من شعبان إلى عشرين ألف ثواب. فلئن كانت الحسنة بعشرة امثالها في سائر الاوقات، ففي الشهور الثلاثة ترتفع إلى المائة وإلى الالف، وفي هذه الليالي المشهورة ترتفع إلى عشرة آلاف، وعشرين الف، وثلاثين ألف من الحسنات. فهذه الليالي المباركة تعدل عبادة خمسين سنة، لذا فالانشغال -قدر المستطاع- بتلاوة القرآن الكريم والاستغفار والصلوات على الرسول الكريمy في هذه الليلة ربح عظيم جداً.(2)
أُضحي بكل شئ في سبيل النور:
اخوتي الاعزاء الصديقين!
نبارك من كل قلوبنا وارواحنا حلول شهر رمضان المبارك ونسأله تعالى ان يجعل ليلة القدر لكم خيراً من ألف شهر. آمين.. ويقبلها سبحانه منكم في حكم ثمانين سنة من العمر المقضي بالعبادة.. آمين.
ثانياً: انني اعتقد ان بقاءنا هنا إلى العيد فيه خير كثير وفوائد جمة. إذ لو اُفرج عنا لحُرمنا من خيرات هذه المدرسة اليوسفية، فضلاً عن اننا سننشغل بامور دنيوية في هذا الشهر المبارك شهر رمضان الذي هو شهر اُخروي بحت، وهذا مما يخل بحياتنا المعنوية.
اذن فالخير فيما اختاره الله، وستكون ان شاء الله افراح كثيرة وخيرات اكثر. لقد علمتم ايضاً يا اخوتي في المحكمة انهم لا يستطيعون وجدان شئ علينا حتى بقوانينهم انفسهم، لذا يتشبثون بامور جزئية جداً لاتمسُ القانون بشئ ولو بقدر جناح بعوضة فينقبون في مكاتب جزئية وامور جزئية خاصة جداً، حيث لا يجدون من المسائل النورية العظيمة وسيلة تكون سبباً للتعرض لنا.
ثم ان لنا مصلحة أخرى وهي انهم ينشغلون بشخصي الذي لا اهمية له فيهوّنون من شأني بدلا من انشغالهم بطلاب النور الكثيرين ورسائل النور الواسعة الانتشار. فلا يسمح القدر الالهي لهم بالتعرض لطلاب النور ورسائل النور بل يشغلهم بشخصي فحسب، وانا بدوري ابيّن لكم ولجميع اصحابي واصدقائي:
--------------------

(2) الشعاعات/553

لايوجد صوت