فان قضيتنا في منتهى الدقة والحساسية، فلقد سلمت إلى شخصكم المعنوي جميع مهماتي، لشدة ثقتي واطمئناني بكم، فعليكم اذن ان تسعوا -ما وسعكم- لإمدادي وعوني، فعلى الرغم من ان الحادثة تافهة جزئية، فان وقوع شعرة، مهما كانت صغيرة في عيننا تؤلم، وفي ساعتنا توقفها..(1)
الحذر من إهتزاز المحبة:
اخواني الاوفياء المخلصين!
لقد تحتم علينا بدرجة الوجوب استعمال دساتير لمعة الإخلاص وسر الإخلاص الحقيقي فيما بيننا وتجاه بعضنا البعض الاخر، ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، وبكل ما نملك من قوة. إذ علمت بخبر يقيني انه قد عُيّن ثلاثة اشخاص، منذ ثلاثة شهور، ليلقوا الفتور فيما بين الاخوة الاوفياء هنا بإلقاء اختلاف الأفكار والمشارب فيما بينهم، مستغلين تثبيط الاقوياء، وبث الشبهات والاوهام والخوف في قلوب الرقيقين منهم، القليلي الصبر والتحمل، لجعلهم يتخلون عن القيام بخدمة النور ليمددوا مدة محاكمتنا دون سبب.
فحذار.. حذار! واياكم ان تهتز تلك المحبة الصميمية الصادقة التي ربطت قلوبكم، إذ ان اهتزازاً طفيفاً في الاخوة والمحبة بقدر ذرة واحدة تضرنا ايّما ضرر. لان بعض علماء الدين في (دنيزلي) قد ابتعدوا عنا بسبب تزعزع طفيف ونحن نضحي بأرواحنا رخيصة في سبيل اخوتنا ان استوجب الأمر، وهذا ما تقتضيه خدمتنا القرآنية والإيمانية. لذا فلا يضجرنّ أحد من الآخر مما يسببه توتر الاعصاب الناجم عن الضيق الشديد ومن أي سبب اخر، بل ليسعَ كل منكم بزيادة محبته لاخيه وزيادة صميميته واخلاصه له وليحمّل نفسه التقصير بكمال التواضع والتسليم، والا سوف نتضرر عظيم الضرر، إذ تصبح الحبة الصغيرة قبة عظيمة تستعصى على الاصلاح. اختصر الكلام هنا محيلاً الموضوع إلى فراستكم.(1)
--------------------
(1) الشعاعات/545
(1) الشعاعات/548