بعد المكوث في مدينة (أسكي شهر) توجّه الأستاذ بديع الزمان إلى مدينة (إسپارطة) في اواخر سنة 1951 حيث بقي فيها سبعين يوماً، إلتقى طلابه مستعيداً ذكرى سنوات نفيه التي قضاها فيها.
في تلك الأيام قام بعض طلاب النور الجامعيين في استانبول بطبع رسالة (مرشد الشباب) بالحروف الجديدة(1) مما تسبّب في اقامة دعوى ضده بحجة مخالفته للمادة (163) في الدستور التركي؛ وهي المادة التي تحظر أي نشاط يستهدف اقامة الدولة على أسس دينية.
وقد اُستدعي الأستاذ بديع الزمان إلى استانبول للمثول أمام محكمة الجزاء الكبرى وحدد يوم 22/1/ 1952م للنظر في هذه الدعوى، فتوجّه بديع الزمان إلى استانبول في 15/ 1. كانت هذه أول زيارة لمدينة استانبول بعد غيبة دامت سبعة وعشرين عاماً. ولهذا تقاطر عليه الزوار في فندق (آق شهر) ثم في فندق (رشادية).
انعقدت المحكمة في يوم 22/1. وجاء الأستاذ يحف به المئات من طلبة النور
كانت قاعة المحكمة قد امتلأت بجموع من الشعب الذين حضروا لمتابعة هذه القضية ولرؤية هذا العالم الجليل الذي شغل تركيا كل هذه السنين. كما امتلأت ممرات المحكمة، وامتد الإزدحام إلى الشارع.
جلس الأستاذ في المكان المخصص للمتهمين. وبدأ الادعاء العام بقراءة تقرير الخبراء المكلفين بتدقيق رسالة (مرشد الشباب) ثم تمّ استجواب الأستاذ. كان تقرير الخبراء يقول باختصار ما يأتي:
(أن المؤلف يحاول في رسالته هذه نشر الفكرة الدينية، وانه يحاول
----------------------
(1) تضم هذه الرسالة مستلات من كليات رسائل النور، تهم حياة الشباب الدنيوية والاخروية. ولأول مرة يُنشر كتاب اسلامي بهذا النطاق الواسع أي بعد سبع وعشرين سنة