السيرة الذاتية | السنوات الأخيرة في إسثارطة | 454
(441-494)

حكومة الإسلام ودينها وقوانينها، تظهر بجلاء ان مؤسسة العدل لا تنجرف مع تيار ولا تنحاز إلى تعصب. هذه عمدة أساس في حرية الدين والضمير، فهي نافذة في مؤسسات العدل كافة في الشرق والغرب والعالم كله، عدا الشيوعية منها.
وانا حين اعترض -ثقة بهذه العمدة الأساس لحرية الدين والضمير واستناداً إلى مئات الآيات القرآنية- على الجزء الفاسد من المدنية وعلى الإستبداد المطلق المستتر بستار الحرية وعلى الظلم الشديد الواقع على الدين واهله تحت قناع العلمانية، هل أكون خارجاً عن نطاق القوانين؟ أم مدافعاً عن الدستور بحق وصدق؟ ان الإعتراض على هضم الحقوق والظلم والاستخفاف بالقوانين لا يعدّ جريمة في أي حكومة من الحكومات، بل المعارضة هذه مشروعة وعنصر صادق في موازنة العدل.
2- ثاني التهم الموجهة الي من السلطة السابقة التي هان ظلمي وعذابي عليها، هو الإخلال بالأمن والنظام. لقد عوقبت ثمان وعشرين سنة بهذا الوهم المختلق وبهذه التهمة الملفقة. وساقوني من محكمة إلى محكمة ومن تغريب إلى تغريب، ومن سجن إلى سجن. منعوني حتى من لقاء الناس فعزلوني عن العالم ، وسمّموني واهانوني بانواع الاهانات.
نحن -طلبة النور البالغ عددنا خمسائة ألفاً- حفّاظ معنويون فخريون للأمن والنظام في الوطن، فإتهامنا بهذه الفرية من اكبر الخطايا والآثام. لقد لقينا اهانات ظالمة، لكن لم ننسق مع عواطفنا، ولم نفتر لحظة عن العمل في بناء الأمن والنظام في القلوب وخدمة الإيمان والقرآن وإنقاذ الساقطين في الفوضى نتيجة الغفلة في المستنقع الموحل.
ايها الحكام المحترمون! اقول جازماً ان هذا ليس ادعاء بغير دليل. ان ست محافظات هي ساحة ظلمنا وتغريبنا وست محاكم فيها،لم تجد حادثة واحدة للإخلال بالأمن والنظام ضدنا بعد بحث دقيق وطويل. وتصرفنا هذا دليل على ان طلبة مدرسة العرفان، مدرسة النور، يعملون في القلوب، حيث يقيمون حارس الأمن والنظام في العقول والقلوب. ان دروسنا الإيمانية ضد الفوضى والاضطرابات والتخريب، وضد الماسونية والشيوعية. إسألوا دوائر الأمن للدولة كلها هل هناك حادثة واحدة

لايوجد صوت