أعدى أعداء الشهرة والكبر. مُعرض عن متاع الدنيا، فلا مال ولا شهرة ولا سلطة. هذه كلها لا تبلغ طرف ثوبه، ولن تبلغ... هذا الرجل ان كان يحيا بخمسين غراماً من الخبز وبطبق من الحساء يومياً، فهو يعيش من أجل خدمة القرآن والإيمان. وما عداها لا اهمية عنده لشئ. فهل يوافق الحق والعدل والانصاف والعلم والفكر الإنساني والفكر القانوني والمنطق والعقل ان يُتهم بتهمة المدح والثناء على مؤلفه وإدخال ذلك في نطاق الجرم للمادة 163؟ أدع هذا لتقدير المحكمة السامي. واتطرق إلى موضوع معارضة الحكومة بايجاز:
يقف امامكم منتظراً قراركم العادل بكمال الصفاء والإخلاص، رجل فريد في عصره، لم يتدن في عمره مطلقاً لكلام خلاف الصدق. وقد قال جهراً في اول جلسة للمحكمة انه مرتاح من الحكومة القائمة ويدعو الله لها بالتوفيق، وأن الحكومة التي إنتقدها ولم يرض عنها هي الحكومة السابقة. فلقد سعى مع جميع الشعب لتأسيس الحرية والديمقراطية واستبشر خيراً بحصول النتائج الحاصلة في هذا الشأن لترسيخ النظام واستقراره في القلوب. فمثلما يسعى رجال السياسة لإقرار النظام وضمان حق الأمة وحريتها في الساحة السياسية فإن مؤلف رسائل النور يسعى لإقرارها أيضاً في الساحة المعنوية، فالمقاصد مشتركة.
ان مؤلف رسائل النور التي هي مدرسة العرفان وكذلك تلاميذها، حرّاس فخريون ومعنويون للامن والنظام والسكون، وساعون لدحر الفوضى والتخريب في الساحة المعنوية في القلوب والعقول. هؤلاء يبذلون الجهد لمنافع الوطن والشعب لنيل رضا الله فقط بكمال الإخلاص، لا يأملون عرضاً ولا غرضاً ولا بدلاً. وهذا ليس جرماً ولا جناية، بل خدمة للوطن والشعب، ويلزم ان يكافؤوا عليه لا ان يؤاخذوا. ومن حقنا ان نطلب براءته، والقرار للمحكمة السامية.
دفاع المحامي سني الدين باشاق:
بعده، دافع الوكيل الآخر المحامي سني الدين باشاق دفاعاً موجزاً عن المؤلف..
المسألة تبينت وبزغت الحقيقة كالشمس، وعلمت المحكمة بكل شئ وليس عندي جديد أضيفه. ولكن أود ان اقول شيئاً عن المنطق الذي