فيا ايها الحكام المحترمون! هكذا أذاقوني وطلابي الأذى والظلم ثمان وعشرين سنة، ولم يدّخر المدّعون العامون في المحاكم وسعاً في اهانتنا وتحقيرنا. وتحمّلنا نحن ذلك وسرنا في طريق خدمة الإيمان والقرآن. وعفونا عن مظالم رجال السلطة السابقة واذاهم،لأنهم نالوا ما يستحقونه، وتمتعنا نحن بحقنا وحريتنا. ونشكر فضل الله علينا بان منّ علينا بالكلام في حضور حكام عادلين ومؤمنين... هذا من فضل ربي.
وبذلك انتهت الجلسة الأولى للمحكمة على ان تعاود انعقادها في 19 شباط.
وعند انعقاد الجلسة الثانية في موعدها المحدد، كان هناك ازدحام اشد إلى درجة تعذر على الشرطة السيطرة على الناس المتدافعين.
وفي هذا الجو من الزحام والتدافع لم يكن من الممكن اجراء المحكمة، لذلك فقد توجّه رئيس المحكمة إلى الموجودين قائلاً لهم:
- اذا كنتم تحبون الشيخ، فافسحوا لنا المجال لكي نستطيع الاستمرار في اجراءات المحاكمة.
وعلى إثر هذا الطلب فقد بدأ الجمهور بالتراجع، وهكذا بدأت المحاكمة إذ استدعت صاحب المطبعة الذي قام بالطبع كما استمعت إلى شهادة الشرطة. ثم قام بديع الزمان وقدم اعتراضه على تقرير الخبراء. وحينما ادركته صلاة العصر طلب السماح له بتأدية الصلاة، واجيب طلبه، إذ اعلن رئيس المحكمة انتهاء الجلسة الثانية.
وفي الجلسة الثالثة التي انعقدت في 5 مارت سنة 1952 اتخذت الحكومة احتياطات أمن مشددة، فوزّعت مئات من رجال الشرطة امام المحكمة وداخلها حيث استطاعت بذلك تنظيم السيطرة على الآلاف من محبي وطلاب الأستاذ بديع الزمان.
في البداية استمعت المحكمة إلى شهادة الطالب الجامعي الذي قام بطبع هذه الرسالة. ثم ألقى محامو بديع الزمان بدفاعاتهم وردّوا على التهم الموجهة اليه.
مقتطفات من دفاع المحامي مهري حلاو:
ان مؤلف رسائل النور، اكثر المؤلفين والمحررين تواضعاً. وهو