السيرة الذاتية | السنوات الأخيرة في إسثارطة | 494
(441-494)

فأجبناهم:
- ان استاذنا مريض، وان مرضه شديد جداً، لايستطيع ان يتحمل قطع مسافة يوم كامل في السفر مرة أخرى. فضلا عن اننا لانتدخل في اموره، وبخاصة وهو في هذه الحالة التي هي اشبه ما تكون بالموت.
قال احدهم:
- ان الأمر قطعي لامرد له، فهو امر وزاري، فكما جاء استاذكم إلى هذه المدينة سيرجع كذلك. اخرجوا من اورفة حالا.
قلنا:
- نحن لانتدخل في امور الأستاذ، تعالوا قابلوه انتم بانفسكم واعرضوا عليه مطالبكم فان قال لنا: نذهب، فنحن ذاهبون، لاننا لانرد قوله ابداً ولايمكن ان نبلغه ما تقولونه.
فاستشاطوا غضباً وقالوا:
- ما هذا؟ الا تقدرون ان تقولوا له الشئ البسيط؟
- نعم! نحن لانقول له شيئاً، وكل ما يقوله ننفذه حرفياً.
قالوا:
ونحن ايضاً مرتبطون بالاوامر الرسمية هكذا، فيجب ان تتركوا اورفة في مدة اقصاها ساعتان، وترجعوا إلى إسپارطة.
وعندما سمع الناس بقضية اخراج الأستاذ من اورفة احتشد قرابة ستة آلاف شخص امام الفندق، وعندها ذهبنا إلى المستشفى لنخبر رئيس الصحة بحالة الأستاذ الصحية وانه لايستطيع السفر، وطلبنا منه اجراء الفحص على الأستاذ بنفسه.
اجرى الطبيب الفحص ثم التفت الينا:
- كيف تجرأتم على جلب الأستاذ إلى هنا، فدرجة حرارته عالية، وهو في حالة لايمكن تحريكه مطلقاً. تعالوا معي لازودكم بتقرير لجنة الاطباء بأنه لايمكن ان يحرك من مكانه..
نفدت طاقتي كلياً بعد صلاة المغرب من كثرة الوقوف والسهر والتعب، فقلت للاخ (زبير):
- انني متعب جداً، فلقد انهكني الوقوف. قال:
- اذهب ونم في الغرفة.

لايوجد صوت