السيرة الذاتية | السنوات الأخيرة في إسثارطة | 492
(441-494)

جاء الاخ زبير ومعه الاخ عبدالله مسرعاً إلى السيارة، فطلبنا من الاخ عبدالله ان يدلنا على فندق نظيف جداً، فدلنا على فندق (ايپك بالاس).
حملنا الأستاذ معاً وصعدنا به إلى الطابق الثالث حيث الغرفة رقم (27) ووضعناه على فراشه ليرتاح قليلاً من عناء هذا السفر الطويل.
اما اهالي اورفة فقد كانوا منهمكين بتلاوة القرآن الكريم وختمه، نظراً لاننا كنا في شهر رمضان المبارك. وما ان سمعوا بقدوم الأستاذ إلى مدينتهم حتى هرعوا إلى الفندق وعاتبنا الكثيرون من عدم اخبارنا لهم مسبقاً بمجئ الأستاذ ليستقبلوه...
بدأ الناس يتقاطرون من كل مكان لزيارة الأستاذ. كان الاخ زبير جالساً على باب الغرفة، يسمح لهم بالدخول واحداً واحداً، اما انا فقد كنت امسك بيد الأستاذ وهم يقبلونها، والأستاذ يقبل رؤوسهم، وما كان الأستاذ يرغب بمغادرتهم بينما كنت اقول لهم ارجو ان تخرجوا من الغرفة ليتسنى لغيركم المجئ إلى الأستاذ، فكانوا يخاطبونني:
- الاترى ان الأستاذ لا يرغب في ذلك.
لقد كنا فعلاً في حيرة من هذا الموقف من الأستاذ حيث لم نكن قد رأينا مثله من قبل، فما كان الأستاذ ليسمح لأحد بالبقاء عنده سواء أكان في إسپارطة ام في (اميرداغ)، حتى اننا عندما كنا في إسپارطة ومرض الأستاذ، فقلت له:
- يااستاذي هل ابلغ الاخوان بمرضك؟
قال: لا لايأتي أحد اليّ دونكم.
بينما هنا في هذه المدينة، لم يكن يردّ احداً، بل كان يضمهم إلى صدره، فقد اتى لزيارته اهالي المدينة كلهم، ومن الاصناف كافة، ولم يرد الأستاذ احداً منهم. بل كان يتحمل محتسباً ولم يسترح بل لم يذق طعم النوم. وكذلك نحن لم يجد النوم إلى عيوننا سبيلا.
استلمت دوري من الاخ زبير فجلست امام الباب، وجاء في الحال شرطيان اثنان قال احدهما:

لايوجد صوت