السيرة الذاتية | السنوات الأخيرة في إسثارطة | 491
(441-494)

ثم ترجلنا من السيارة اداء لصلاة العصر. ولكن الأستاذ ظل داخل السيارة وصلى هناك.
وعندما حان وقت المغرب وصلنا (اولوقشلة) فقال الأستاذ:
- هل لنا بشئ من الاكل؟
فنزلنا -انا والاخ زبير- واشترينا من المطعم قليلاً من الرز، واردنا ان نهئ الطعام، ولكن الموقد الذي نحمله ما كان يصلح للغرض، فأخذنا موقد حارس سكة الحديد هناك.. كان الجو بارداً جداً، فتوسلت بالحارس ليستأجرنا موقده وقلت له ان معنا شيخاً مريضاً وان موقدنا معطوب. فرضي الحارس.
بدأنا نحضر الطعام، ظل الاخ زبير مع الأستاذ داخل السيارة. وضعنا قليلاً جداً من الزبدة والبيض مع شئ من اللبن، فأخذ الأستاذ ملعقة منه ليضعه في فمه ولكنه لم يستطع الاكل، لانسداد بلعومه من شدة المرض.
مررنا من (اطنه) ليلاً ثم من (جيحان)، وصلينا العشاء في ضواحيها. ثم استرخى الاخ حسني لينام ساعة حيث كان يقود السيارة باستمرار. وعند السحور وصلنا (العثمانية) ودخلناها للتزود بالوقود، ولنتناول السحور، الا ان الأستاذ لم يذق شيئاً قط. ثم اقمنا صلاة الفجر قرب (المان پنارى) والأستاذ لم يغادر السيارة. كانوا يطلقون على هذا الجبل سابقاً (گاوورداغى) -أي جبل الكفر- والآن يطلقون عليه (نور داغى) أي جبل النور.
وعند انبلاج الصباح وصلنا (غازي عنتاب) فاشتريت من المطعم شيئاً من الحساء وسألت عن الطريق إلى (نزيب)، حيث كانت الثلوج والامطار تتساقط بشدة. وكان الطريق محفوفاً بالمخاطر فترى السيارات عاطلة على جانبي الطريق، اما سيارتنا -والفضل لله- فكانت تسبق الريح ولم تتعطل لا في اطاراتها ولا في محركها والحمد لله.
وعندما وصلنا إلى اورفة كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة وكان الاخ حسني على معرفة جيدة بشوارع (اورفة).. دنونا من مسجد (قاضى اوغلو) الذي كان الاخ (عبدالله يكن) يتواجد فيه، فاوقفنا السيارة قرب المسجد، واسرع الاخ زبير إلى المسجد لابلاغ الاخ عبدالله بقدوم الأستاذ، وعندها قال الأستاذ:
- لنسرع بالذهاب فلامتسع لنا للانتظار.

لايوجد صوت