- تهيأوا للذهاب! اين السائق؟
اجبتهم:
- الأستاذ مريض جداً.
ثم جاء أحد عشر شرطياً وقالوا:
- تهيأوا حالا! ستذهبون إلى إسپارطة في الحال.
قلت لهم:
- سأبلغ الأستاذ بالأمر.
دخلت على الأستاذ واخبرته بالأمر، فسمح لهم بالدخول اليه، فقالوا:
- ان رجوعكم إلى إسپارطة امر صادر من وزارة الداخلية.
قال لهم الأستاذ:
- يا للعجب! لقد اتيت هنا لكي اموت فيه، وربما سأموت، وها انتم ترون حالي، دافعوا عني.
قال احدهم:
- نحن تحت اوامر السلطة، ماذا نعمل؟
ثم جاءوا بالاخ حسني مع سيارته امام الفندق، ليأخذ الأستاذ، وبدأ الناس بالتجمهر امام الفندق. وصرخ صاحب الفندق من اعلى السلم على الشرطي:
- انه ضيفي. كيف يجوز لكم ان تأخذوه مني؟
كان الناس في هياج شديد، حتى اخذوا يهتفون قائلين: كيف يؤخذ ضيف كريم مثل الأستاذ وهو على فراش الموت.
اصبح الناس في حالة لاتسمح للشرطة بالصعود إلى الفندق، وبدأوا يرجون من السائق ان يبعد السيارة من باب الفندق، ففعل، وعندها هدأ الناس قليلاً وبدأوا بزيارة الأستاذ مرة أخرى. فجاء موظفو الدولة والشرطة والعسكريون من جنود وضباط واعضاء الاحزاب.. كلهم لزيارة الأستاذ.
ثم بدأ اصرار الشرطة على مقابلة الأستاذ وابلاغه بأن الأمر صادر من الجهات العليا وان علينا الخروج من اورفة حالا. وقالوا:
- ان كنتم لاتغادرون المدينة بسيارتكم فسنأخذكم بسيارة اسعاف.