السيرة الذاتية | السنوات الأخيرة في إسثارطة | 489
(441-494)

- سنذهب إلى اورفة مهما كلف الأمر، استأجروا سيارة ولو بمائتي ليرة.. ابيع جبتي اذا اقتضى الأمر.
بدأنا بتهيأة السيارة للسفر، ورأيت ان اطارات السيارة فعلاً غير صالحة، ولايمكننا الحصول على اطارات جديدة في هذا الوقت... وعندما كنا منهمكين في تهيئة السيارة جاء الاخ (طاهري) مسرعاً لمعاونتنا حيث ارسله الأستاذ الينا، واخبرنا ان الأستاذ يطلب الاسراع في الأمر.
تهيأت السيارة، والأستاذ نفسه مستعد للسفر، وانا كنت انتظر الاشارة من الأستاذ كي اشاركهم في السفر، إذ كان الاخ زبير يقول منذ المساء:
- ليت الاخ (بايرام) يكون معنا، فيساعدنا في الطريق. فربما نجد الصعوبة دونه. لذا، لدى خروج الأستاذ من الباب سأل الاخ زبير من الاخ (طاهري):
- هل سيأتي بايرام ايضاً؟
فقال الأستاذ:
- نعم انه سيكون معنا.
فوضعنا الأستاذ في المقعد الخلفي من السيارة بعدما فرشنا له فراشاً عليه ليجد الراحة. وجلست مع الاخ زبير في المقعد الامامي مع السائق.
في 20/ 3/1960 والساعة تشير إلى التاسعة صباحاً، كان ثمة شرطيان يراقباننا في الشارع، حيث اشتد هجوم المعارضة على الحكومة حتى اذيع في الراديو:
(على بديع الزمان سعيد النورسي البقاء في إسپارطة او اميرداغ).
وقبل ان تتحرك السيارة جاءت صاحبة البيت (السيدة فطنة) إلى سيارة الأستاذ، فودعها الأستاذ قائلاً:
- اختى! استودعكن الله نرجو دعاءكن، فانا مريض جداً..
كان الأستاذ يقول هذا بحزن شديد، حيث ان اللحظات هي لحظات فراق، حتى ان عيون صاحبة البيت طفحت بالدموع.. وقد قالت إلى الاخ (طاهري):
- انني -والله- وجلة من سفر الأستاذ في هذه المرة، انه ذاهب ليبحث عن مستقره -أي قبره-.
وقبل المغادرة اوصينا الاخ (طاهري) بعدم فتح الباب لأي طارق، وليذهب لينام. فنفذ الاخ ما اوصيناه، فبدأ الشرطة يسألون من صاحبة البيت:

لايوجد صوت