السيرة الذاتية | الفصل الأول | 498
(495-502)

[ فنذر نفسه لخدمة الإيمان والقرآن لاسيما بعدما سمع بمؤامرة خبيثة تحاك حول القرآن الكريم، حتى أنه ترك الزواج وبقي عزباً طوال حياته، ويعلله بالآتي:]
أولا: في الوقت الذي يلزم لصد هجوم زندقة رهيبة تُغير منذ أربعين سنة، فدائيون يضحّون بكل ما لديهم، قررت ان اضحي لحقيقة القرآن الكريم لا بسعادتي الدنيوية وحدها، بل حتى اذا استدعى الأمر بسعادتي الاخروية كذلك، فلأجل ان اتمكن من القيام بخدمة القرآن على وجهها الصحيح باخلاص حقيقي ما كان لي بد من ترك زواج الدنيا الوقتي -مع علمي بأنه سنة نبوية- بل لو وُهب لي عشر من الحور العين في هذه الدنيا، لوجدت نفسي مضطراً إلى التخلي عنهن جميعاً، من أجل تلك الحقيقة، حقيقة القرآن. لأن هذه المنظمات الملحدة الرهيبة تشن هجمات عنيفة، وتدبر مكايد خبيثة، فلابد لصدها من منتهى التضحية وغاية الفداء، وجعل جميع الاعمال في سبيل نشر الدين خالصة لوجه الله وحده، من دون ان تكون وسيلة لشئ مهما كان.
ولقد أفتى علماء منكوبون، وأناس أتقياء ، لصالح البدع، أو ظهروا بمظهر الموالين لها، من جراء هموم عيش أولادهم وأهليهم، لذا يقتضى منتهى التضحية والفداء، ومنتهى الثبات والصلابة وغاية الاستغناء عن الناس،وعن كل شئ، تجاه الهجوم المرعب العنيف على الدين،ولا سيما بعد إلغاء دروس الدين في المدارس وتبديل الاذان الشرعي ومنع الحجاب بقوة القانون؛لذا تركت عادة الزواج الذي أعلم انها سنة نبوية لئلا ألج في محرمات كثيرة، ولكي اتمكن من القيام بكثير من الواجبات واداء الفرائض. إذ لا يمكن أن تقترف محرمات كثيرة لأجل اداء سنة واحدة. فلقد وجد علماء ادوا تلك السنة النبوية أنفسهم مضطرين إلى الدخول في عشر كبائر ومحرمات و ترك قسم من السنن والفرائض،في غضون هذه السنوات الأربعين.
ثانيا:ان الآية الكريمة ﴿فانكحوا ما طاب لكم..﴾(النساء:3) والحديث

لايوجد صوت