السيرة الذاتية | الفصل الرابع | 542
(523-550)

فكان يطالع ويتدبر في آيات كتاب الكائنات الكبير دائماً.
وعندما كنا في جبل (جام) ونحتاج إلى أخشاب الأشجار فالأستاذ كان يمنعنا من قطع الأشجار كيفما اتفق بقوله: لا تقطعوا الأشجار فإنها تذكر الله وتسبحه)).(2)
دروس النور والسياسة:
((كان الأستاذ يرشد الذين يأتون إلى زيارته من السياسيين والمهتمين بالأمور الاجتماعية قائلا لهم:
- ان طلاب النور ليست لهم أية علاقة مع السياسة، فيجب والحالة هذه ألا يتوجس أهل الدنيا من طلاب النور خيفة ابداً لأننا نعمل للآخرة وليس للدنيا. وبما ان غاية المنتسبين لرسائل النور هو إرضاء الله -سبحانه- وحده فهم بقدر استطاعتهم لا يرغبون في ان يتدخلوا بأمور السياسة وتياراتها في المجتمع، لان الذين يأتون لتلقي الدروس الإيمانية لا يمكن ان ينظر إليهم نظرة الأغيار إذ لا فرق بين صديق وعدو في أثناء الدرس. وذات يوم قال ايضاً:
- في الدروس الإيمانية لا يمكن التفرقة بين الطلاب، فان كان ابن مصطفى كمال جالساً في درس من دروس النور مع ابن عبدالمجيد -يقصد أخاه- لا يميّز بينهم، فكل واحد يأخذ نصيبه من الدرس. بينما مسألة الانحياز في السياسة إلى طرف معين يفسد هذا المعنى فيفسد الإخلاص، ولهذا السبب فقد تحمل طلاب النور المصاعب والأهوال والمضايقات لكي لا يصبح النور آلة لأي شئ، فلم يمدوا أيديهم إلى السياسة. وبما ان رسائل النور قد حطمت الكفر المطلق وحطمت الفوضى المتسترة تحت الكفر المطلق وقاومت الإستبداد المطلق الذي يلبسه الكفر المطلق فإنها من هذه الجهة فقط قد تمس السياسة.
كان الأستاذ قد اثبت من خلال المصاعب والمتاعب التي مرت عليه خلال خمس وعشرين سنة بالمحاكمات وغيرها بأنه لا يستبدل ملك

------------------

(2) ذكريات/75 Son Şahitler 3/59 من بيرام يوكسل

لايوجد صوت