السيرة الذاتية | الفصل الرابع | 545
(523-550)

بمثابة منازل نور صغيرة، فكنا نجول فيها ثم نعود وقد امتلأت قلوبنا بأفراح ملء الدنيا من مباهج النور ومعاني الإيمان.
كان الأستاذ يركب فرساً وكان أحدنا يأخذ بزمام الفرس والثاني يمسك الأستاذ خشية سقوطه وذلك لكبر سنه والثالث يحمل سجادته وترمسه وإبريقه. هكذا كنا نسير مشياً على الأقدام إلى ان نقطع الطريق من اغريدر إلى بارلا. ومتى ما كان يرانا الأستاذ دون عمل، او قاعدين بلا شغل يقول:
- هيا.. تعالوا ليقرأ أحدكم الدرس، وليذهب الآخر إلى جلب الماء، وليعد الثالث الطعام.
هكذا كان يفعل دائماً فكنا جنوداً في معسكر الجهاد ولخدمة الإيمان من خلال رسائل النور)).(1)
لكل مجدد عصره:
((في عام 1953 ذهبت لزيارة بديع الزمان في قونيا، وجلست عنده فسرّته زيارتي إليه وانشرح كثيراً لاستمراري في المدرسة الدينية وقال:
- اني اعتبر هذه المدارس كالمدارس المباركة في العصور السابقة. ثم قال:
- لو كان مولانا (جلال الدين الرومي) في هذا العصر لكتب (رسائل النور) ولو كنت أنا في ذلك العصر لكتبت (المثنوي)(2). ذلك لان خدمة الإيمان والقرآن في عصره كانت على ذلك النمط أي بـ(المثنوي) وأما الآن فان الخدمة على منهج رسائل النور.
ثم أفهمني بعلو شأن رسائل النور وكيف ان الخطط المرسومة ضد الإسلام من قبل الشيوعية والصهيونية قد دحضتها رسائل النور. ثم استمر بالقول:
- ان مجابهتهم والتصدي لهم او حتى النقاش معهم لا يكون الا بقراءة رسائل النور. فالرسالة الواحدة تقابل آلاف الخطط الخفية ضد الإسلام

-----------------------

(1) ذكريات/83 Son Şahitler 3/54 من بيرام يوكسل
(2) الذي كتبه جلال الدين الرومي بالفارسية

لايوجد صوت