وليست إصبعه. فلن تكون هذه الأمور -وامثالها- حجة للتقاعس عن هذه الدعوة المقدسة دعوة القرآن الكريم. ان (سعيداً) لم يتراجع قط عن التضحية برأسه في سبيل دعوة الحق بل ضحى بكل ما لديه لرسائل النور. يلزم رسائل النور طلاباً يفدونها بكل شئ في سبيل إعلاء كلمة الله.
وفي هذه الأثناء خطر إلى قلبي -ما أعجب أمركم يا أستاذي! إنكم تعاتبون الأخ (زبير) بهذا العتاب المر وهو من هو في التضحية والفداء... إذن لم تجد رسائل النور لحد الآن طالباً لها. فتوجه الأستاذ نحوي مباشرة وقال: لقد وجدنا أنا ورسائل النور طالبنا المخلص.
نعم، كان الأستاذ يريد ان يرشد طلابه في شخص (زبير).
وكان الأستاذ بنفسه يتابع مراحل الطبع وينشغل مع ما ألف حول رسائل النور وكان يعطي قراءة الجرائد إلى (زبير) ليقرأها له وكان يبحث معه الموضوعات الاجتماعية، فعلاقة الأستاذ مع (زبير) كانت تختلف تماماً عن علاقته معنا)).(1)
الكمية تخدع:
((كان الأستاذ يطلب منا دائماً ان نكون صادقين وصبورين ومضحين وثابتين في الخدمة القرآنية. قال لي ذات مرة:
- يا ترى كم عدد الطلاب الذين يقرأون رسائل النور في مدرستكم؟ فأجبته:
- سبعون طالباً.
- يا للعجب، كنت أظن ان في تلك المدرسة طالباً واحداً يقرأ رسائل النور ولكنك تقول بأنهم سبعون شخصاً! ومضى قائلاً:
- أخي، ان الكمية دائماً تخدع الإنسان. ولكن الأهم هو النوعية، فلئن أصبحت وسيلة لتعريف رسائل النور إلى شخصين اثنين يبحثان بفطرتهما عن رسائل النور، وكنت سبباً لإنقاذ إيمانهما فقد أنجزت وظيفتك طوال حياتك الدراسية، فالإخلاص ليس في الكمية بل في النوعية، وهذه هي الخدمة القرآنية.. ثم حدثت أحداث لم يبق منهم فعلاً الا طالب واحد..!
------------------
(1) ذكريات/93 Son Şahitler 4/159 من أحمد گوموش