السيرة الذاتية | الفصل الرابع | 547
(523-550)

تفتح الأبواب كلها. بيد ان منافقي آسيا وزنادقة أوروبا منذ ألف سنة يعملون بالمكر والدسائس حتى اعموا عيون أبناء هذا الوطن وحجروا على عقولهم فصدوا تسعةً وتسعين باباً امام الإسلام، الا باب الفطرة فهو مفتوح دائماً. فالمؤمن بفراسته يمكنه ان يكشف الباب المفتوح، وعند الدخول من هذا الباب للإسلام سوف تفتح الأبواب المسدودة الأخرى لأجل الإسلام. فإذا ما غذّي الإنسان بموازين رسائل النور الملائمة لفطرته، ولم يستعجل الأمور وأخذ بالإخلاص وتمسك به فسينشرح بإذن الله قلب الشخص المقابل للإسلام. أما إذا ما بنى الإنسان عمله على الاستعجال، ومناقشة الأمور الجانبية، واتهام الشخص المقابل، فهذا يعني انه يتوجه إلى الأبواب المسدودة فيتسبب في غلق الباب المفتوح كذلك.
ان رسائل النور تهتم بالمحاكمات العقلية، واخذ الأمور بالمسلمات المنطقية والفطرية، ثم تأخذ بيد القارئ إلى دائرة الإسلام الفسيحة.
وعلى غرار هذا الكلام كان الأستاذ يحثنا ويشوقنا ويقينا من الشطط لنسعى مخلصين في أعمالنا ونخدم القرآن والإيمان)).(1)
الطالب الأمثل في خدمة القرآن:
((أصيب الأخ (زبير) بمرض شديد ذات يوم حتى لم يطق الاشتراك في الدرس، فطلب منا ان نراعيه ونساعده. فدخلنا إلى الأستاذ -أنا والأخ صونغور- لتلقي الدرس منه فسأل الأستاذ عن الأخ (زبير):
- أين هو؟ فأردنا ان نكتم مرضه عنه ونبين حجة أخرى بأنه ذهب إلى السوق! الا أننا لم نوفق إلى إقناع الأستاذ بهذه الحجة. فغضب الأستاذ وقال:
- لا لن ادرّس درساً ما لم يحضر (زبير)، اذهبوا إليه واتوا به حيثما كان. وعندما جئناه بزبير غضب غضباً شديداً وقال:
- كنت أظن بأن زبيراً إذا قُطع رأسه -وليس إصبعه- فإن جسده يأتي مهرولاً بلا رأس يردد (رسائل النور.. رسائل النور).. لقد خيّب أملي بمرض مسّ إصبعه. اني أريد طالباً لا يهتم بشئ ولو قطعت يده كاملة

--------------------

(1) ذكريات/92 Son Şahitler 4/156 من أحمد گوموش

لايوجد صوت