السيرة الذاتية | الفصل الرابع | 544
(523-550)

ونحفظه في ترمس خاص)).(1)
دأبه مع طلابه: الاستشارة وتقسيم الأعمال
((لقد ضحى الأخ (زبير) بحياته كلها في سبيل خدمة الإيمان عن طريق نشر رسائل النور وخدمة الأستاذ فلو كانوا يقطعونه ارباً ارباً لكان ينهض ويهب قائلاً:
- رسائل النور .. رسائل النور.(2)
واذا كان طريح الفراش من شدة المرض ويسمع ان الشرطة قد قدمت إليه، كان يقوم ويعتدل ولا يكاد يظهر عليه اثر المرض، لئلا يبدو الضعف منه أمامهم. ولو حصل ان كتبت مقالة في الصحف حول الإيمان والإسلام والشجاعة والفداء فهو أول من يتهم. وهو بدوره لا يتراجع ولا يتنازل ابداً عما قاله فيستمر في محاججتهم. كان الأخ زبير يطبق نفس ما يفعله الأستاذ، وكان الأستاذ يأتمنه على خدمته بل على إشعاله الخاصة وكثيراً ما كان يحوّل الموضوعات الاجتماعية والسياسية اولاً إلى الأخ (زبير). أما الأخ (صونغور) فكان الأستاذ كثيراً ما يكلّفه بأمور المقابلات الضرورية مع رجال الدولة وتوجيه بعض الرسائل التي تمس الحياة الاجتماعية.
كان دأب الأستاذ دائماً ان يفتح باباً للعقل والتفكير لدى طلابه فلا يسلب الإرادة من الإنسان كلياً بل كان يشير إلى ما يأمر به إشارة فحسب. فكان ينادي (زبير) مثلاً ويستشيره:
- هل نعمل كذا وكذا يا زبير؟
فالأخ (زبير) ما كان يعمل شيئاً ولا يكتب أية رسالة إلا بأمر الأستاذ واستشارته. فقد كانت حياته كلها موقوفة لرسائل النور، فيقوم برسائل النور ويجلس برسائل النور وينام برسائل النور وهو مع رسائل النور لا يفارقها ساعة.
لله دره من تلميذ مخلص متفان لا يجارى ولا يكاد يكون له مثيل في شرف هذه الخدمة العظيمة بين طلبة النور كلهم)).(3)

جنود في الخدمة:
((عندما دخلت رسائل النور المطابع. وبدأت بالانتشار لم تكن ترى الأستاذ جالساً في مكانه قط بل كان في حركة دائبة وفي فعالية مستمرة ونشاط دائم، كان فرحاً سعيداً دائماً بل يكاد يطير من فرحه.
وكنا نذهب احياناً مشياً على الأقدام او بالسيارة إلى مناطق مختلفة كحدائق الزهور في إسپارطة، او حدائق بارلا، او حافات بحيرة اغريدر، او المقبرة، وغيرها من الأماكن، فقد كانت هذه الأماكن تعدّ

---------------------------

(1) ذكريات/80 Son Şahitler 3/395 من بيرام يوكسل
(2) حيث ان رسائل النور تفسير القرآن الكريم لهذا العصر.
(3) ذكريات/80 Son Şahitler 3/106 من بيرام يوكسل

لايوجد صوت