اللمعات | اللمعة السابعة عشرة | 208
(193-236)

نعم! اذ قلت: إن شيئاً ما موجود في الدنيا، فيكفي لاثباته إراءته فقط. ولكن ان قلتَ: انه معدومٌ، غير موجود في الدنيا. أي اذا نفيت وجوده، فينبغي لإثبات هذا النفي او العدم ان تبحث عنه في اطراف الدنيا كافة وإراءتها واشهادها.
وبناء على هذا السر: يتساوى في انكار الكفار لحقيقة واحدة الواحد مع الالف، لعدم وجود التساند فيه. يشبه ذلك، حل مسألة ذهنية، أو المرور من ثقب، او القفز من فوق الخندق، التي لا تساند فيها.
اما المثبتون فلأنهم ينظرون الى الامر نفسه، أي الى واقع الحال، فان دعاواهم تتحد وتتعاون ويمدُّ بعضها البعض الآخر قوةً، بمثل التعاون الحاصل في رفع صخرةٍ عظيمة، فكلما تكاثرت الايدي عليها، سهُل رفعُها اكثر، حيث يستمد كلٌ منهم القوة من الآخر.

المذكرة السابعة

يامن يحثّ المسلمين ويشوّقهم على حُطام الدنيا ويسوقهم قسراً الى صنائع الاجانب والتمسك بأذيال رقيهم. ويا مدّعي الحمية، ايها الشقي!. تمهل، وتأمل! واحذر من إنقطاع عُرى الدين لبعض أفراد هذه الامة وانفصام روابطهم معه، لانه اذا انقطعت تلك الروابط لدى البعض تحت سطوة مطارق التقليد الاعمى والسلوك الارعن، فسيكونون مُلحدين مضرّين بالمجتمع، مُفسرين للحياة الاجتماعية كالسم القاتل، اذ المرتد سم زعاف للمجتمع، حيث قد فسد وجدانه وتعفنت طويته كلياً، ومن هنا ورد في علم الاصول: (المرتد لا حقَّ له في الحياة، خلافاً للكافر الذميّ او المعاهِد فان له حقاً في الحياة) وأن شهادة الكافر من اهل الذمة مقبولةٌ عند الاحناف بينما الفاسقُ مردود الشهادة لانه خائن.

لايوجد صوت