اللمعات | اللمعة الثامنة والعشرون | 491
(465-515)

الاستياء الذي وقع بين الاخوة يلحق بنا اضراراً جسيمة. كسقوط قشة في العين او سقوط شرارة في البارود.
الحكاية الثانية: كانت لعجوز ثمانية ابناء. اعطت لكل منهم رغيفاً دون ان تستبقي لها شيئاً. ثم ارجع كل منهم نصف رغيفه اليها. فاصبحت لديها اربعة ارغفة، بينما لدى كل منهم نصف رغيف.
اخوتي انني اشعر في نفسي نصف ما يتألم به كل منكم من آلام معنوية وانتم تبلغون الاربعين، انني لا ابالي بالآمي الشخصية. ولكن اضطررت يوماً فقلت: (أهذا عقاب لخطأي واُعاقب به) فتحريت عن الحالات السابقة. فشاهدت انه ليس لدي شىء من تهييج هذه المصيبة واثارتها، بل كنت اتخذ منتهى الحذر لأتجنبها.
بمعنى ان هذه المصيبة قضاء إلهي نازل بنا.. فلقد دبرت ضدنا منذ سنة من قبل المفسدين فما كان بطوقنا تجنبها، فلقد حملونا تبعاتها فلا مناص لنا مهما كنا نفعل.
فللّه الحمد والمنة أن هوّن من شدة المصيبة من المائة الى الواحد.
بناء على هذه الحقيقة: فلا تمنوا عليّ بقولكم: اننا نعاقب بهذه المصيبة من جرائك. بل سامحوني وادعوا لي.
ولا ينتقدن بعضكم بعضاً. ولا تقولوا: لو لم تفعل كذا لما حدث كذا.. فمثلاً ان اعتراف احد اخواننا عن عدد من اصحاب التواقيع (على الرسائل) انقذ الكثيرين. فهوّن من شأن الخطة المرسومة في اذهان المفسدين الذين يستعظمون القضية. فليس في هذا ضرر، بل فيه نفع عام عظيم. لانها اصبحت وسيلة لانقاذ الكثيرين من الابرياء.
سعيد النورسي

(نكتتان)
الفقرات التالية عبارة عن نكتتين:

لايوجد صوت