اللمعات | اللمعة الثامنة والعشرون | 492
(465-515)

الأولى: تخص الاخلاق، كتبت لمناسبة ظهور حالات غير مريحة في سجن اسكي شهر من جراء انقباض النفوس.
الثانية: نكتة لطيفة لآية كريمة لطيفة مشهورة الاّ انها ظلت مستورة.
النكتة الأولى:
ان من كمال الله سبحانه وسعة رحمته وطلاقة عدالته ان ادرج ثواباً ضمن اعمال البر، واخفى عقاباً معجلاً في اعمال الفساد والسيئات. فقد ادرج طي الحسنات لذائذ وجدانية معنوية ما يذكر بنعم الآخرة، وادرج في ثنايا السيئات اعذبة معنوية ما يحسس بعذاب الآخرة الاليم.
فمثلاً: ان افشاء المحبة والسلام في صفوف المؤمنين، انما هو حسنة كريمة للمؤمن، فله ضمن هذه الحسنة لذة معنوية وذوقاً وجدانياً وانشراحاً قلبياً ما يذكر بثواب الآخرة المادي. ومن يتفقد قلبه يشعر بهذا الذوق.
ومثلاً: ان بث الحصومة والعداء بين المؤمنين انما هو سيئة قبيحة، فهذه السيئة تنطوي على عذاب وجداني واي عذاب، بحيث يأخذ بخناق القلب والروح معاً، فكل من يملك روحاً حساسة وهمة عالية يشعر بهذا العذاب.
ولقد مررت بنفسي – طوال حياتي – بأكثر من مائة تجربة على هذا النوع من السيئات. فكنت كلما حملت عداء على اخ مؤمن تجرعت عذاب تلك العداوة، حتى لم يبق لي ريب من ان هذا العذاب انما هو عقاب معجل لسيئتي التي ارتكبتها. فاعاقب عليها واعذب بها.
ومثلاً: ان توقير الجديرين بالاحترام والتوقير وابداء العطف والرحم لمن يستحقها عمل صالح وحسنة للمؤمن. ففي هذه الحسنة تكمن لذة عظيمة ومتعة وجدانية الى حدٍ قد تسوق صاحبها الى

لايوجد صوت