النقطة الرابعة:
اعلم! ان القرآن مؤسِّس لهذا الدين العظيم المتين ولأساساته، واساسات لهذا العالم الاسلامي، ومقلب لاجتماعيات البشر ومحولها ومبدلها. ولابد للمؤسس من التكرير للتثبيت، ومن الترديد للتأكيد، ومن التكرار للتقرير والتأييد.
وكذا ان القرآن فيه اجوبة لمكررات اسئلة الطبقات المختلفة البشرية بألسنة الاقوال والاحوال.
النقطة الخامسة:
اعلم! ان القرآن يبحث عن مسائل عظيمة ويدعو القلوب الى الايمان بها، وعن حقائق دقيقة ويدعو العقول الى معرفتها. فلابد لتقريرها في القلوب وتثبيتها في افكار العامة من التكرار في صورة مختلفة واساليب متنوعة.
النقطة السادسة:
اعلم! ان لكل آيةٍ ظهراً وبطناً وحدّاً ومطّلعاً، ولكل قصد وجوهاً واحكاماً وفوائد ومقاصد، فتذكر في موضعٍ لوجهٍ، وفي آخر لاخرى، وفي سورةٍ لمقصدٍ وفي اخرى لآخر وهكذا، فعلى هذا لاتكرار الا في الصورة..
القطرة الرابعة
في بيان لمعة الاعجاز في اهمال القرآن في بعض المسائل الكونية الفلسفية وابهامه في بعض آخر منها، واجماله في قسم منها، وفي هذه اللمعة ست نكت:
النكتة الاولى:
فان قلت: لاي شئ لا يبحث القرآن عن الكائنات كما يبحث عنها فن الحكمة والفلسفة ؟