ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | رشحات | 49
(27-56)

وكذا ان التنزيل يخاطب كل الناس ويراعى فهم الاكثر ليعرفوا تحقيقاً لا تقليداً.. والفن يتكلم بالاصالة مع اهل الفن، واما مع العموم فلتقليد. فما فصَّل فيه الفن - بشرط الصدق - لابد ان يجمل فيه القرآن او يبهم او يهمل على درجات نفع العامة.
ورابعاً: ان القرآن لانه مرشد لكل طبقات البشر تستلزم بلاغة الارشاد ان لا يذكر ما يوقع الاكثر في المغلطة والمكابرة مع البديهيات في نظرهم الظاهري، وان لا يغير بلا لزوم ما هو من المتعارفات المحسوسة عندهم، وان يهمل او يجمل ما لا يلزم لهم في وظيفتهم الاصلية.
مثلا: يبحث عن الشمس، لا للشمس ولا من ماهيتها، بل لمن نوّرها وجعلها سراجاً، وعن وظيفتها بصيرورتها زنبرك انتظام صنعة، ومركز نظام خلقة، ومكوك انسجام صبغة في نسج النقاش الازلي لهذه المنسوجات بخيوط الليل والنهار، في اختلاف الفصول، المفروشات تلك المنسوجات على وجه الارض والسماء. ليعرفنا القرآن باراءة نظام النسج وانتظام المنسوجات كمالات فاطرها الحكيم وصانعها العليم. وحركة الشمس سواء كانت ظاهرية او حقيقية، لا تؤثر في مقصد القرآن. اذ المقصد اراءة نسج النظام الحكيم في ضمن اراءة جريان الشمس المشهود. فالنسج مشهود بكمال حشمته فلا يضره سكون الشمس في الحقيقة على ما يزعمه الفن..
النكتة الثانية:
ان القرآن يقول: ﴿وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً﴾(نوح:16) و ﴿والشَمْسُ تَجْري لمُستَقَرٍ لها﴾(يس:38).
فان قلت: لاي شئٍ عبّر عن الشمس بالسراج، مع انها عند الفن اعظم من ان تكون تابعةً للارض، بل هي مركز الارض مع السَّــيَّاراتِ؟

لايوجد صوت