ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | قطرة | 107
(80-146)

وكذا تجري فيك وعليك افاعيلٌ لايلحقها شعورك مع انها شعورية، فصانعهما ذو شعور سميع بصير، لا انت ولا الاسباب العُمي الصُم. فلابد ان تتبرأ من دعوى المالكية وتوهُم مصدرية المحاسن، وتعترف بانه: ليس اليك منك الا النقصان والقصور؛ اذ بسوء اختيارك تغير صورة فيضِ الكمال المفاض عليك.. وبانَّ الجسد الذي هو منزلك عاريةٌ وامانة وانت مسافر، ومحاسنك هذه موهوبةٌ وسيئاتِك مكسوبة لك، فلابد ان تقول: له الملك وله الحمد ولاحول ولاقوة الاّ بالله..
 والثالث: الغرور..
وكذا من مرضك غرورك، فبحُكمهِ نظرتَ الى الاسلاف العظام من بُعدٍ فتصاغروا في عينك، فحُرِمْتَ محاسنَ ارشاداتهم، وابتليتَ بالاوهام المتطايرة من تحت اقدامهم في سلوكهم مع اوهامك. فانظر اليهم من قُربٍ تَرَهُم اعاظمَ كشفوا في اربعين يوماً ما لم تقتدر على كشفه إلاّ في اربعين سنة.
 والرابع: سوء الظن..
وكذا من مرضك سوء الظن، فبحُكم أن الجائع يتوهم الناسَ جياعاً، اسأت الظن بسبب مرضك وريائك باولئك الاسلاف العظام. فقد رأيت انك بغمضِ عينك جعلتَ النهارَ ليلاً على نفسك فقط.
اللّهم احفظنا من اليأس وسوء الظن والعجب والغرور، آمين..
***
ثم قد شاهدت في سياحة تحت الارض المعنوية وفي بطنها حقائق:

الحقيقة الاولى:
اعلم! ان الغفلة عن المالك الحقيقي جل جلاله، سببٌ لفرعونية النفس، فتتوهم نفسَها مالكةً لها، فيتشكل في وهمها دائرةٌ لحاكميتها، ثم

لايوجد صوت