ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | قطرة | 141
(80-146)

نكتة
اعلم! ان النية إحدى الكلمات الاربعة التي ذُكرت في المقدمة انها محصولة اربعين سنة من عمري!
نعم! ان النية؛ اكسيرٌ عجيب تقلب بخاصيتها العادات الترابية والحركات الرملية(1) الى جوهر العبادة.. وكذا هي روح نافذة تحيا بها الحالات الميتة، فتصير عبادات حيوية.. وكذا فيها خاصيةٌ تقلبُ السيئات حسنات.
فالنية روح، وروحها (الاخلاص) فلا خلاص الاّ بالاخلاص. ويمكن بالنية - بسبب هذه الخاصية - عملُ كثير في زمانٍ قليل، فيمكن اشتراء الجنة بما يُعمل في هذا العمر القليل بهمّة تلك الخاصية.
وبالنية يصيرُ المرءُ شاكراً دائماً؛ لأن ما في الدنيا من اللذائذ والنِعَم يُقتطف بوجهين:
الوجه الاول: يقول المرءُ بسبب النية هذه النعمة مَدَّتْها اليّ يدُ رحيمٍ محسن، فينتقل نظرهُ من النِعمة الى الإِنعام. فيتلذذ به ازيد من نفس النعمة.
والوجه الثاني: يتحرى اللذة بتهّوس النفس. فلا يتخطر الإنعام، انما ينحصر نظرهُ على النعمةِ واللذة فيتلقى اللذةَ غنيمةً فيقتطفها بلا مِنّة، بل يغتصبها.
ففي الوجه الاول: تموت اللذةُ بالزوال ويبقى روحُها، اي: إن رحمةَ المُنعم تَخَطّرتني، فلا تنساني. فهذا التخطُر رابطةٌ ومناسبةٌ في الخاطر!
-----------------------

(1) أي العادات الارضية.

لايوجد صوت