ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | حباب | 171
(157-192)

فالفرق بين الاسناد الاول والاسناد الثاني، كالفرق بين تجلي الشمس بخاصيتها في قطرة بل في ذرة بالتجلي. وبين دعوى وجود شمس بالأصالة في تلك القطرة؛ ومحالية هذه الدعوى اظهر من ان تُخفى.. ومع كل ذلك لا كلفة ولامعالجة ولاتَعَمّلَ في عمل تلك القدرة المجهولة الازلية، بل تتساوى بالنسبة اليها الذراتُ والنجوم والجزء والكل والفرد والنوع والقليل والكثير والصغير والكبير وانت والعالم والنواة والشجرة. والسر في انه لاكلفة بالنسبة اليها؛ ان تلك القدرة لازمة ذاتية ضرورية ناشئة للذات الازلي، فلذاتيتها محالٌ تداخل ضدّها في مابينها. فاذ لاعجزَ فلا مراتب فيها، فاذ لامراتب فيها تتساوى بالنسبة اليها اصغرُ الاشياء واعظمها.
فان شئت تقريب هذه الحقيقة الى الفهم بتمثيلات في دائرة الامكان والكثرة، فاستمع مثلا: (ولله المثل الاعلى):
يتساوى في اخذ تجلي الشمس في تمثالها الذراتُ الزجاجية، والبحور الارضية، والسيارات السماوية بسر (الشفافية) .. وان المصباح المركزي للمرايا المحيطة يتساوى بالنسبة الى المصباح زجاجةٌ من زجاجات اصغر دائرة، ومجموع الزجاجات في اكبر الدائرة، بسر (المقابلة) .. وان النور والنوراني تتساوى بالنسبة الى الاستضاءة والاستفاضة، الواحدُ والالوفُ لاتزاحم فيه بسر (النورانية) ، فلنوع نورانيةٍ في لطافة الكلمة يتساوى في الاستماع الواحدُ والالوف.. ومثلاً: ان الميزان الحساس بدرجةٍ يتحسس بذرة، لو كان في كفتيه شمسان او جوزتان، ما تفاوت بين رفع كفةٍ الى الثريا وكفة الى الثرى، بوضع جوزة اخرى في كفة بسر (الموازنة) .. ومثلاً: ان اعظم السفن لايتعسر سوقها وتحريكها على صبي كما لايتعسر عليه تحريك سفينته التي هي ملعبته في كفه، او تحريك

لايوجد صوت